كالعادة لا يعرف سوق السمك الاعتدال ولا يقف عند عتبة الاستقرار والتراجع في الأسعار كلما هلّ رمضان راكبا موجة الغلاء الفاحش و الزيادة العشوائية في شهر الرحمة بحجة الراحة البيولوجية وتراجع الإنتاج في الفترة الراهنة. لم يقبل نشاط بيع الأسماك بأنواعه المختلفة خيار الاستثناء والنزول إلى المستوى المألوف على الأقل في الفترة الراهنة التي تتزامن مع الأسبوع الأول من شهر الطاعة والغفران ولم يرض باحتمالات تسويق منتوج في متناول الجميع في هذا الشهر الفضيل كاسرا كل قيود الرحمة والتضامن. فسوق السمك اليوم تجاوز محطة التوازن وتسلق سلم الاعتلاء وأخلط كل العمليات الحسابية التي تعتمد على فرض هامش ربح بنسب معقولة وضغط على زر النصف مليون سنتيم في مزاد لا يقبل أي تنزيلات .
وبأرقام تهوى تعدد الأصفار فقط ’ فقد بلغ سعر "كلامار" 5500 دينارللكلغ مقابل 3000 لـ "الجمري" من الحجم الصغير و"السيبيا" بـ 2200 دينار و" الروجي" بـ 3000 دينارو"المرلون" بـ 4000 دينار و"السردينة" بـ 1400 دينار و"دورات" ب 1600 دينار والقائمة مفتوحة والمؤشر الزيادة يظل في تصاعد مستمر لا تهمه القدرة الشرائية ولا احتياجات السوق المحلية ، مادامت تجارة السمك تستحوذ على أكبر مساحة من الغلاء.
وحسب أحد التجار الناشطين بسوق "الاوراس" منذ أكثر من 43 سنة فإن السبب الأول والأخير في هذا الاختلال غير العقلاني هو تراجع الإنتاج والراحة البيولوجية التي ساهمت بشكل كبير في اتساع الفجوة بين العرض والطلب، ما دفع التجار إلى رفع أسعار البضاعة والتنافس من أجل بسط سلعا ملغمة، على اعتبار أن شهر مارس معروف بإنتاجه المحدود البعيد كل البعد عن متطلبات سوق السمك.
هذا التنوع والكمية المعروضة لم تكن حليف سوق الصباح اليوم، بعدما غاب السمك عن طاولات هذا الفضاء المعروف واكتفى بكمية محدودة لا تغطي الطلب إلى حين عودة التموين من جديد بعد انتهاء فترة الراحة البيولوجية حسب ذات المتحدث.
واستنادا لتأكيدات هذا الأخير، فان هذا الفارق الكبير سيبقى محافظا على مكانه على الأقل في المدة الحالية وطيلة الشهر الفضيل، على أن تعود عمليات البيع والشراء إلى درجة التوازن والتوافق بداية من أفريل المقبل لتحرم المائدة الرماضنية من أطباق السمك وفيتامينات "اوميقا 3" إلى إشعار لاحق.