تُسابق ربة البيت الزمن في المجتمع الجزائري لإعداد وتحضير مائدة رمضانية تضم كل أصناف المأكولات التي تشتهيها العين قبل الإفطار، وتحاول أن تضفي لمسات مغايرة تتعدّد بتعدّد أيام الصيام، وتُهمل بالمقابل الجانب الأساسي والمهم في معادلة التغذية الصحية وتركنها جانبا في سبيل تناول ما لذّ وطاب من الأطباق الغنية بالدسم والسكريات .والمعروف عن العائلات الجزائرية أنها تختصر عدد الوجبات في شهر الرحمة وتحصرها في وجبتين اثنتين،وتستهين بسلامتها الصحية وتوازنها الجسدي وتخترق كل الضوابط والإرشادات التي تُحدد طريق الصوم الصحيح والسليم .وبالمقابل يصنع سكان الجنوب الجزائري الاستثناء، ويحاولون قدر المستطاع التمسك بعاداتهم وموروثهم الثقافي الذي يملي عليهم شروطا موثقة في سجل يوميات رمضان، فعائلات ولايات الجنوب الغربي على سبيل المثال تحرص على احترام نظام غذائي خاص بها من خلال 3 وجبات منتظمة مجسدة في وجبة الإفطار والعشاء والسحور.ولا تكتفي العائلات بهذه المنطقة بفرض توازن متفق عليه من قبل بل تعمل على توزيعه من حيث القيمة الغذائية ، فمباشرة بعد أذان المغرب يتقيد الصائم بتناول التمر والحليب المصحوب بالحريرة المنكهّة برأس الحانوت والبوراك، أما الأطباق الأخرى "كطاجين المرق والسلطات والمملحات فيركنها في المرتبة الثانية، خانة وجبة العشاء بعد أداء صلاة التراويح، حتى يترك للمعدة الوقت الكافي لهضم الأكل.ولا ينسى هذا الأخير قانون السهرة واللّمة العائلية حول "سينية الشاي" والحلويات والمكسرات لتزيين "قعدة" رمضان وتبادل حكايات أيام زمان وفي آخر المطاف يختم نظامه بوجبة السحور وطبق "السفة" بالزبيب، حتى يسمح للجسم تعزيز صحّة جهازه الهضمي دون اللجوء إلى الاستشارة الطبية .