في قلب مدينة غليزان، تتجدد ذكرى أحد أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم الجزائرية، صافة أحمد، المعروف في أوساط الرياضة بلقب "غشام"، وهو رمز من رموز النادي الرياضي الإسلامي سريع غليزان، الذي أثرى الساحة الرياضية بموهبته وأخلاقه العالية. ولد غشام في 25 نوفمبر 1933، ومنذ صغره، كان محاطًا بعائلة رياضية، فعمه عواد صافة كان من المؤسسين لنادي سريع غليزان، في سن السادسة عشر، انضم صافا أحمد إلى الفريق، محملًا بالأحلام والطموحات. ومنذ البداية، تميز غشام بمهاراته الفذة وروحه القتالية داخل الملعب، ولكن ما كان يميزه أكثر هو شخصيته الرياضية النبيلة، لم يكن مجرد لاعب كرة قدم، بل كان مثالًا يحتذى به في النزاهة والأمانة، حيث تحدثت الأجيال عن مباراة عام 1968، حيث رفض غشام استلام شيك على بياض مقابل تسهيل مهمة فريق معين، مؤكدًا على قيم اللعب النظيف والشرف الرياضي. وعلى مدار مسيرته، لم يتلق غشام أي بطاقة صفراء، مما يعكس احترامه العميق لقوانين اللعبة ولمنافسيه. استمرت مسيرة صافة أحمد مع سريع غليزان حتى عام 1973، حيث خاض آخر مباراة رسمية ضد بريد وهران. بعد اعتزاله، لم يبتعد غشام عن النادي الذي أحب، بل استمر في خدمته كعضو في الجمعية العامة، محافظًا على تواضعه وبعده عن الأضواء. رحل صافة أحمد في 21 ماي 2005، تاركًا وراءه إرثًا لا يُمحى في قلوب محبي الكرة الجزائرية. غشام لم يكن مجرد لاعب، بل كان رمزًا للعطاء والتفاني والأخلاق الرياضية، وستظل ذكراه حية في ذاكرة كل من عرفه وأحب كرة القدم.
عائلة صافة: إرث رياضي بامتياز
عائلة صافة لم تُسهم فقط في كرة القدم بلاعبيها بل وضعت بصمتها أيضًا في مهنة التحكيم، فالوالد عواد صافة، الملقب بالقبايلي، كان من الرواد الأوائل الذين حملوا الصفارة الغليزانية، وقبل ذلك، سجل أول هدف في ملعب مونريال بوهران عند تدشينه، تلاه في المسيرة الرياضية أبناؤه وأحفاده، الذين شاركوا في تقمص ألوان سريع غليزان ووداد مستغانم، مثل صافة محمد المدعو حميدو، وصافة خالد، وصافة علي، واللاعب المميز صافة بغدادي الذي كان له الشرف باللعب مع الأكابر وهو يحمل رخصة الأشبال. التاريخ يتحدث عن هؤلاء الرجال الذين لم يكتفوا باللعب لساعة ونصف، بل كانوا زعماء في الميدان وخارجه، يتميزون بالأخلاق العالية والتفاني في اللعبة، ومن بينهم، صافة سيدي محمد المدعو حماني، اللاعب رقم 10 في فريق وداد غليزان ولاعب سريع غليزان أيضًا. وتستمر القائمة بأسماء لامعة مثل عبدالقادر المدعو كدار، مجيد، طارق، حكيم، كريم، ياسين، أمين، عبد الكريم، وكمال لاعب وداد مستغانم، هؤلاء جميعًا يشكلون جزءًا من النسيج الرياضي الغني لعائلة صافة، التي أثرت الرياضة الجزائرية بإسهاماتها المتعددة.

ماشاء الله...تبارك الرحمان.الله يحفظكم من العين والحسد.