بعد قرابة الشهرين على انطلاق أشغال الترميم وإعادة الاعتبار ، بدأ فندق "ترمينوس" بمحطة القطار يتخلص تدرجيا من ملامح الإهمال والتدهور التي طالت البناية التاريخية في السنوات الأخيرة على خلفية الغلق وتوقف النشاط كليا لمدة تزيد عن 20 عاما .
عادت الحركة مجددا إلى فندق نهائي المحطة "الترمينوس" ، ذلك المعلم الأثري الذي يجمع بين حقبات زمنية مضت مع مباشرة الورشات عملها داخل المعلم الأثري شهر جانفي الفارط و مع الشروع في أول محطة من محطات إعادة الاعتبار الموثقة في البطاقة التقنية للمشروع الذي خوّلته المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لمؤسسة وطنية لها الخبرة والدراية الكافية في مجال العمران والهياكل التاريخية على مستوى تراب الوطن .
و على امتداد 18 شهرا متتالية ستعمل الورشات المفتوحة بالمكان على احترام الضوابط والشروط المحددة مسبقا تحتفظ من خلالها بمعالم البناية المشيّدة من الصخور الكبيرة الحجم ذات قيمة تاريخية عالية و التوافد الخشبية المقوّسة ذات الشكل الهندسي الموّحد وزليج واجهة الفندق الذي أعطى للمكان جمالية خاصة تُميّزه عن باقي المؤسسات الخدماتية ، وتجعل منه مكسبا ثان ِللشركة الجهوية للمؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بوجه خاص والمدينة المتوسطية بوجه عام ، على اعتبار أنه هيكلا لا يتجزأ عن محطة القطار من حيث القيمة التاريخية و المنشاة المكملة لها .
يأتي هذا بعد دراسات ومفاوضات بين خيار هدم فندق المحطة أو إعادة تأهيل البناية لتفصل إدارة المديرية الجهوية في الملف العالق لأكثر من 20 سنة وتقرر إنهاء مرحلة طويلة من الجدل استنادا على تقرير "سي تي سي" الذي أكد على صلاحية المبنى وصلابة أساساته وقدرته على تحمل أشغال الترميم ومجابهة عوامل الزمن وحسب مصادر موثوقة من ذات الجهة ، فإن مشروع ترميم الفندق يرى النور هذه المرة بانطلاق أشغال تنظيف الموقع استعدادا لعملية كبرى تتضمن مراحل متعددة من ورشات إعادة البناء المتخصص تشرف عليها أيادٍ مؤهلة لها خبرة طويلة في المجال حتى يظل الموقع محافظا على طابعه الأثري الجميل .
واستكمالا لنفس المنهجية وتطبيقا لتعليمات الوصاية، فقد حددت الإدارة شروط الترميم المبنية على مقاييس ومعايير معمارية خاصة تصب في قالب خصوصية الفندق الذي ينفرد بميزة مغايرة عن باقي البنايات المصنفة يشهد على حقبة تاريخية خلت بلمسة المهندس "اربير بالو" حتى يظل شامخا وسط ساحة المحطة .
علما أن هذا الأخير يتسع ل 17غرفة ويضم طابقين اثنين بهندسة معمارية خاصة طغت عليهما أشكالا ورموزا وألوانا مختلفة تُزينها في الطابق الأرضي ثريات ضخمة لا تزال صامدة لحد الآن في انتظار التعديلات التي ستزيد الموقع جمالا وتجعل منه تحفة معمارية لا تشهدها ولايات أخرى.