في مؤشر تصاعدي مقلق تواصل الأسعار الذهب الارتفاع وتحاول أن تصنع لنفسها الاستثناء في شهر رمضان الكريم وقبل انطلاق موسم الأعراس والمناسبات العائلية وعشية الاحتفال بعيد الفطر المبارك وفي أرقام قياسية لم تشهدها السوق من قبل لا تتوقف سرعة الزيادة ولا تركن للراحة جانبا على الأقل في الفترة الراهنة محطمّة قفزة شهرية غير مسبوقة .
في ظرف زمني قصير وبالتحديد منذ شهر تقريبا سجلت السوق الوطنية للمعدن الأصفر أثمانا خيالية تجاوزت حدود المعقول وتعدت توقعات أهل الاختصاص وكسرت كل حواجز الأمان والحماية التي تحتاجها العائلات المقبلة على تنظيم مراسم الزواج أو الخطوبة وغيرها من المناسبات ، وتربعت على عرش الغلاء بفارق كبير من مرحلة لأخرى ومن موسم لأخر دون أن تتراجع عن خيارها ،أو حتى تخفف من سرعة عدادها .
وبدون سابق إنذار تسلّق ثمن الذهب وبخطى متسارعة سلم الريادة حتى لا يفقد بريقه و يُضعف من قيمته المادية ومكانته الخاصة لدى المقبلين على القفص الذهبي ، ففي ظرف شهر تقريبا قفز سعر الغرام المحلي من 11 و 12 ألف دينار إلى 15ألف دينار بزيادة تقارب ال 4000 دينار للغرام الواحد ، مقابل 17 و18 ألف دينار للمستورد بدلا من 14 و15 ألف دينار في فيفري الفارط ، فاتحا باب التساؤل وطارحا في نفس الوقت وبقوة علامة الاستفهام وتساؤلات عالقة لم تصل بعد إلى تفسير مقنع وحلول بديلة وحتمية عودة الأمور إلى نصابها ، أو الاستمرار في شق طريق اللاعودة .
وحسب المنسق الولائي للاتحاد العام للتجار الحرفيين الجزائريين وفيدرالية الصياغين ،فإن الارتفاع الصاروخي للذهب سببه التحولات الجيوسياسية والمستجدات التي تشهدها السوق العالمية مباشرة بعد انضمام الهند والصين إلى منظمة البريكس والطلب المتزايد على الذهب من قبل العضوين الجديدين وسعيهما المتواصل لشراء أكبر كمية من سبائك الذهب في حرب اقتصادية كبرى تحركها قوى عظمى ، ما انعكس على وتيرة العرض والطلب وسلم الانخفاض والارتفاع .
وحسب توقعات ذات الجهة فان طريق الارتفاع لم يصل بعد إلى محطته النهائية ولم يختار لحد الآن مهلة التعليق أو التراجع ومن المرجح أن يتجاوز سعر الغرام بعد العيد عتبة ال18 ألف دينار ويلامس 2 مليون سنتيم للغرام، علما أن الزيادة على مستوى السوق العالمية تراوحت بين 6000 و7000 اورو في تأثير خاص على عمليات البيع والشراء والأسواق الدولية بوجه عام .
