تحلى اللّمة العائلية في ال26 رمضان ويزداد الوعي الروحي وتصنع التوازن بين روحانيات رمضان و الواجبات اليومية والتزامات الأسرة الوهرانية لإحياء ليلة من أفضل الليالي في أجواء معطّرة ومزيّنة بعادات وتقاليد المجتمع الجزائري .
بعد طقوس الاحتفال بليلة المنتصف ، تعد العدّة ربّة البيت اليوم الجمعة لإعداد مائدة رمضانية تليق بالمناسبة وترتقي إلى مستوى الليلة المباركة ، وتتفرغ لكيفية اغتنام فرصة التهجّد والعبادة على مشارف انقضاء الشهر الفضيل ، جامعة بين العمل و العبادة في صورة فريدة تتكرر مرة واحدة في السنة .
وتختار ربة البيت في مثل هذه المناسبة أطباقا خاصة متجدرة منذ الزمن الطويل تتصدر الأكلات الجزائرية في هذا اليوم بالذات احتراما للعادات المتوارثة ، وتأكيدا على توطيد العلاقات العائلية و تمتين حبل المودة و الحفاظ على صلة الرحم و الفوز بليلة القدر،
تتخللها لمّة "الرقاق بالتعمير" و عطر البخور والقطران الذي يفوح من كل زاوية من زوايا البيت ، ابتهاجا بقدوم أعظم ليلة و مزيّنة بحلقات الذكر والترتيل التي ترافق كل القعدات الرمضانية وتتنافس وتتسابق من أجل تعبئة عداد الحسنات والعتق من النار ، أما بيوت الله فلا تخل من المصلين من الشباب والأطفال الذين يرصّون الصفوف ويصنعون أجمل مشاهد التربية الروحانية .
ويرحل الجميع في رحلة استثنائية بتذكرة خاصة في وسط يطغى عليه مظاهر الاحتفال بالختان وتصويم الأطفال لأول مرة وبالزي التقليدي ، وختم كتاب الله وتلاقي أفراد العائلة ب "الدار الكبيرة" لزيارة الجد والجدّة في الليلة المباركة من رمضان 2024 .