عادات بألوان متجانسة لإتمام عدة الصيام .. أهلا بالعيد

عادات بألوان متجانسة لإتمام عدة الصيام  ..  أهلا بالعيد
مجتمع
ساعات قليلة تفصلنا عن عيد الفطر المبارك و رحيل الضيف العزيز ، وفاصل قصير مدته القانونية محدودة لاستقبال والاحتفال بأول يوم من شوّال وتأهُب واستعداد كلي لاحتضان فرحة العيد في أجواء خاصة تصنعها التربية الروحانية والعادات والطقوس ، و ترقّب وتطلّع على طول الخط لقضاء أخر محطة من عمر شهر رمضان الكريم وتوديع ممارسات لا تتكرر إلا في المواسم . في لمح البصر وفي غفلة من البعض وفي إصرار متواصل من العائلات على كسب وتعبئة الرصيد ، و في أسرع رمضان في التاريخ يقترب الصائم بخطى متسارعة من رصيف إتمام فريضة الصيام وفرحة قدوم العيد وتبادل التهاني والزيارات بين الأهل والأقارب والجيران ، فتتضاعف معه الترتيبات والرتوشات الأخيرة لقعدة عائلية بنكهة الحلويات التقليدية والعصرية المعطرة بصلة الرحم ومظاهر التسامح والتغافر . من الأجواء المعتدلة التي تشهدها ولاية وهران بعد موجة حرّ خانقة خلال الأيام السابقة ، ترتفع حرارة التسوق والتبضّع بالمدينة المتوسطية ، وتزداد معها الحركة في الأسواق والمحلات وقاعات الحلاقة والمرّشات والحمامات و تتعالى أصوات المتسوّقين والتجار ، وتتصاعد موجة المبادلات والعمليات التجارية بمختلف أنواعها وتُحلق عاليا لعلها تستكمل ما تبقى من أجندة نشاطاتها الممتدة بين رمضان والعيد ، وتتنقل ربّات البيوت كالنحلة من زهرة لأخرى ومن نقطة لثانية وهي تسابق الزمن حتى تستدرك ما فاتها قبل الإعلان عن تبوث هلال شوّال وحتى لا تغفل أو تتغافل عن الخطوات المكمّلة لفرحة العيد . بين العادات وموضة البريستيج وبين ضوابط الحماة وكبيرة العائلة وبين حب التجديد والتكفل باحتياجات أفراد أسرتها ، تحاول ربّة البيت أن تجمع بين كل هذه الالتزامات وتسعى إلى احترام الطلبات المتزايدة والحفاظ على الحدود المرسومة التي تضمن لها مكانتها وتقديرها في وسطها الأسري وتزيد من أواصر المحبة والترابط في أشكاله المتباينة . ومن الحنّة والمهيبة وحق الملح و تنظيم البيت وتزيينه و ترتيب أطقم العيد فوق السرير وانتظار العيد على أحر من الجمر وقضاء ليالِ بيضاء بين هذا وذاك حرصا منها عدم إسقاط أو إغفال أي مرحلة من هذه المراحل الهامة تعيش العائلة الجزائرية أجواء خاصة بدرجات عالية باستعمال بترمومتر حراري عائلي تتحكم فيه مشاعر البهجة والسرور تلتقطها جدران البيت العائلي الذي لا يأبى النسيان ولا يتخلى عن أيام زمان مهللّة بالعيد .

يرجى كتابة : تعليقك