أدخلت النساء الجزائريات هذه السنة عادة جديدة على تقاليد تبادل التهاني في الجزائر، حيث من المعروف أن العائلات تحمل في أيديهم علب وأطباق تحتوي باقة متنوعة من الحلويات الجزائرية العصرية منها والتقليدية، ولكن هذه السنة غيرت النسوة من هذه العادة نظرا لتوفر مختلف هذه الحلويات بالبيوت التي يقومون بزيارة افرادها للمعايدة عليهم، فمنهن من جلبت التمور المحشية المغطاة وأخر يحملن في ايديهن علب شكولاتة.
فالفئة الأولى فضلن جلب معهن علب الشوكولاطة المصنوعة بأيادي حرفيين محليين، مشكلة بألوان وتفاصيل مميزة منها التي هي على شكل قلب وأخرى بيضوية الشكل ملونة بألوان مزركشة، والأكثر اقبال تلك التي مشكلة بقوال زهور ومن تم تجمع حوالي 10 قطع ليتم وضعها في صورة باقة زهور لتهدى خاصة للأمهات والجدات من قبل الأبناء والأحفاد، ويتراوح سعر القطعة الواحدة من هذه الشوكولا ما بين الـ 80 دج الى 1200دج حسب نوعية الشوكولاطة المستعملة والاضافات الموجودة في كل قطعة من مكسرات، فواكه جافة وكريمات التي تكون محشوة وسط القطع.
في حين قامت بعض ربات البيوت والحرفيات بتحضير التمور المحشية بمختلف أنواع المكسرات والعقدات، صنف منهم حضرن ذلك ببيوتهن ليضعنه عند مدخل البيت بجوار كوب حليب يستقبلن به ضيوفهن الذين يقصدون بيوتهن من أجل تبادل المعايدة، وأخريات خاصة العاملات فضلن شراءها من قبل الحرفيات، والتمور المحشية بخلطة "البخانيني" هي الأكثر طلبا لهذا الموسم اذ ان تحضيرة "البخانيني" تعتبر موضة الموسم في عالم الحلويات ككل، وتباع هذه التمور ابتداء من 100دج الى غاية 350دج للقطعة الواحدة.
وأكدت لنا عدة حرفيات المتواجدات بولاية وهران أنهن كن يستقبلن الطلبات منذ الأسبوع الأخيرة من شهر رمضان المعظم، ولم تتوقف الطلبات الى غاية اليوم الثالث من عيد الفطر لسنة 2024، حيث أكدن لنا أنه الى جانب اهداء هذه الشوكولا والتمور للعائلات فهي أيضا توجه على شكل "مهيبة" رفقة الهدايا الخاصة بالمخطوبات عند زيارة أهل الخطيب لهن.
وهذه الموضة الدخيلة على تقاليد الجزائر لقيت رواجا واسعا بفضل اتقان الحرفيين وتميزهم في اخراج اشكال ومذاقات متنوعة جعلت من الزبائن بمختلف أجناسهم يقبلون على هذين النوعين لإهدائهم كما سبق وذكرت بأمهاتهم أو العائلات، كما أن لوسائل التواصل الاجتماعي دور في ذلك اذ أن الحرفيين يستغلون هذه المنصات لنشر أعمالهم والتسويق لها ما زاد اقبال المستهلكين.