خلال شهر رمضان، تتزاحم الشاشات التلفزيونية بالأعمال الدرامية الجذابة، تجمع بين الإثارة والتشويق والدراما الاجتماعية، مما يخلق بيئة فنية ملهمة تستحضر الجماهير وتثير الانتباه، لكن ما يلبث أن يندثر هذا الحماس مع انتهاء الشهر الفضيل، حيث يعود الفنانون الجزائريون إلى عالم الانتظار والبطالة الإجبارية، في ظل هذه الظروف، يبدو أن الإبداع يُقيد بتقويض هيكلية صناعة الفن، حيث يجد الفنانون أنفسهم محصورين بموسم واحد فقط للتألق والتعبير عن مواهبهم، في حين يعانون من قلة الفرص خارج هذا الإطار الزمني المحدود.
هذه الوضعية أو كما تسمى بـ " المناسباتية " تنعكس سلباً على التنوع الفني والثقافي الذي يقدمه الفنانون الجزائريون من أعمال تلفزيونية درامية، حيث يبدو أن الفرص المحدودة تقيّدهم بالتنويع والتجديد الفني، بدلاً من أن يكونوا قادة في مجالات متعددة من الفن، يجدون أنفسهم مقيدين بدور محدد يتكرر كل عام، مما يقيّدهم ويحد من إمكانياتهم الفنية، ومن هنا تنطلق الحاجة الملحة إلى إعادة هيكلة صناعة الدراما في الجزائر، بما في ذلك توفير المزيد من الفرص للفنانين للتعبير عن أنفسهم وتطوير مواهبهم على مدار العام، بدلاً من تقييدهم بموسم واحد فقط.