أكد نور الدين لعراجي وهو كاتب صحفي بجريدة الشعب ونائب رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين أن الإعلام الثقافي من أهم الخطابات التي تبنى عليها سياسات الأمم، حاضرها ومستقبلها، موضحا أن المؤسسة الإعلامية التي لا تهتم ولا تخصص حيزا زمانيا لهذا التخصص، هي مؤسسة لا يعول عليها كثيرا، كما قال إن ثقافة الأمم تعد من خلال كتابها وأدبائها ومؤرخيها ومترجميها ومبدعيها وإعلامييها، فهذه النخبة المتميزة المكونة لراهن الأمة، هي عزها ومجدها، ومن هذا المنطلق يرى نور الدين لعراجي من خلال تجربته المتواضعة في الصحافة المكتوبة والمرئية، أنه أضفى ولو القليل إلى مشهدنا الثقافي، وبالأخص الإعلام الثقافي، وقبل التعددية السياسية، حيث كانت الأحادية السياسية مقترنة بالأحادية الثقافية أو بالإعلام الأحادي إن صح التعبير، وبالرغم من ذلك كان هناك النقد والنقد البناء، وكانت الصورة أكثر واقعية مما نعيشه اليوم، حيث سيطر العالم الافتراضي على كل شيء، وتحكمت الطفرة الرقمية في كل مناحي الكتابة والتفكير، وحتى في بناء الوعي على حد تعبيره .
وبخصوص أول تجربه له في عالم الصحافة الثقافية، كشف نور الدين لعراجي أنها كانت في مجلة "الوحدة"، كمشرف على القسم الثقافي ومعد للصفحة الأدبية التي كان عنوانها "كلمات دافئة "، وكان ينشر بها الأسماء الألمعية الرائدة في سماء الأدب والنقد، وهم الآن يديرون كبريات المعاهد الوطنية للغة والأدب وغيرها من العلوم الأخرى، على غرار البروفيسور فيصل الأحمر ،طارق ثابت ، حكيمة جربيع ، عزوز عقيل ، سليم دراجي ، شدري معمر علي ،الفقيد موسى توامة ، مفتي بشير، علال سنقوقة ،كمال مغيش وغيرهم كثر.
ويضيف نور الدين لعراجي :" بعدها انتقلت إلى أسبوعية ثم يومية "العالم السياسي" التي كنت أشرف على صفحتها الأدبية "فوانيس" في تسعينيات القرن الماضي، وكنت أخصص عمودا أسبوعيا للنقد، أتطرق فيه إلى الإختلالات الموجودة في المشهد الثقافي بصفه عامة، إلى أن التحقت بيومية الشعب العمومية، ولمده فاقت 7 سنوات، ساهمنا رفقة فريق عمل من الصحفيين في وضع خطة حاولنا من خلالها التطرق إلى أهم الملفات الثقافية التي لها علاقة بالجانب المعرفي والأكاديمي، حيث لم تقتصر هذه الخطة على الثقافة كسلوك، وإنما كخطاب له علاقة وطيدة بالسياسة الثقافية في البلد، دون أن نختزل العلاقة في الأدب أو المسرح أو الفن التشكيلي أو الموسيقى، بل أشركنا الجامعة في هذا المشروع، باعتبارها الحاضنة الأولى للثقافة المرتبطة بالنقد الأدبي والمسرح والسينمائي منه، وقد كانت التجربة رائدة ومرجعا مهما للمؤسسات الثقافية في البلد وخارجه، حيث أسهمنا في التعريف بالثقافة الوطنية والهوية، وكانت هذه التجربة موفقة إلى حد بعيد في جانبها أو في شقها من الأحادية الإعلامية إلى التعددية الثقافية، قيمة مضافة أفادت جيلا من الكتاب والمبدعين والباحثين والمهتمين بهذا الشأن من خلال بحوثهم أو رسائلهم الجامعية ".
وعن سبب اختياره للصحافة الثقافية أوضح نور الدين لعراجي أن ميولاته إليها ،تعود ربما إلى اهتماماته الأدبية، بحكم أنه يكتب الشعر ويميل إلى الكتابة القصصية، حيث صدرت له مجموعه شعرية " زمن العشق الآتي" سنه 1996، و"حكايا لامرأة لا تأتي" سنة 1998 ومجموعة قصصيه بعنوان "ميرسي" سنة 2011 ، وترجمة لكتاب حول مقاومة الأمير عبد القادر ، ومجموعة شعرية "سأبقي على حبك سرا"، ولديه تحت الطبع "سالفي صاحب المعالي" تقديم د.سعيد بوطاجين ، ومجموعة قصصية "معذرة الإصابة قاتلة" ، وفي الأخير يقول صحفي جريدة الشعب نور الدين لعراجي " أفضل مع العدد التنازلي للمسيرة المهنية أن أتوجه إلى كتابة العمود أو المقال الذي له علاقة بالسياسة بطبيعة الحال، على أمل أن تتوج هذه المقالات بكتاب أضع فيه زبدة هذه التجربة المتواضعة".