كشف الإعلامي والشاعر نبي نوي وهو رئيس تحرير قسم الإنتاج بمحطة وهران للتلفزيون الجزائري أن الأدب لم يكن بالنسبة له اختيارا، بل كان قدرا محتوما، حيث كان يتنفس لغة منذ نشأته، وقد اختار الشعر لأنه أسمى الأجناس الأدبية في كل اللغات البشرية، لا يتقنه إلا متمكن من ناصية اللغة على حد تعبيره، وأصدر على إثر ذلك أول مجموعة شعرية له بعنوان "حب خالد" سنة 2004، ثم وقع مجموعته الثانية " الباب العاشر" ، وكشف نبي نوي أنه شارك طيلة 15 سنة في مختلف الملتقيات بشتى ربوع الوطن واحتك بأسماء لقامات سامقة في الفكر والأدب، وليس هذا فقط بل أشرف بشكل مباشر على إعداد برنامج " ليلة الشعراء " لمحطة وهران للتلفزيون الجزائري لموسمين متتاليين، وكان يكتب في الجرائد والمجلات، ويغم تلقيه للعديد من العروض لتقديم برامج إذاعية تلفزيونية لقنوات عامة وخاصة، اختار أن يلتحق بالتلفزيون الجزائري الذي وصفه بالمدرسة والمؤسسة الأم، وبالضبط في محطة وهران الجهوية.
حدثنا عن مسيرتك الإعلامية ؟
إعلاميا، و وفقا لترتيب طرح السؤال يحيلني إلى الإجابة عكسيا، أي من الأحدث إلى الأقدم ، وعليه فما أقوم به بمحطة وهران للتلفزيون الجزائري بصفتي رئيس تحرير قسم الانتاج مسؤولا مباشرا على الصحفيين، ومحتوى البرامج ومرافقتها من التصور إلى التصوير إلى التركيب إلى البث، يحرمني هذا كله من الاشتغال على الشاشة والظهور في برامج تلفزيونية دورية، ومع ذلك أقوم من حين لآخر رفقة زملائي من المخرجين ببلورة أفكار لبرامج خاصة مرتبطة بتواريخ مهمة ومواضيع حساسة، تتعلق في مجملها بأعلام وطنية على غرار الأمير عبد القادر في برنامج "على خطى الأمير .. رجل السلم والحلم والعلم" ، وأحداث وطنية تاريخية كبرنامج مظاهرات شهر ديسمبر " نَفَسٌ ثانٍ للثورة " ، وبرنامج " وقفة لاسترجاع الذاكرة" ببلدية عين طارق بغليزان، وبرنامج " مشوار حياتي " وأيضا " فتح مكة " بالقصر الأسعد ببوسمغون، إضافة إلى حصة " من جذورنا" لقناة الذاكرة، وإعداد البرامج الأسبوعية "قعدة لحباب" و"في ضيافة الباهية" و "الصح ينقال" لشهر رمضان 2024 والبرنامج الخاص "ملهمات" لقناة المعرفة بمناسبة عيد المرأة، وكنت قد قدمت البرامج المباشرة من محطة وهران على غرار برنامج ضحى لقناة القرآن الكريم ، وبرنامج "صباح الخير يا جزائر" ، و روبورطاجات و بورتريهات لفنانين وحرفيين في مختلف المجالات.
وحاليا أقوم أسبوعيا بإعداد البرامج المباشرة لمختلف قنوات التلفزيون الجزائري التي تبث من محطة وهران، هذا كله جاء بعد إعدادي سابقا لبرنامج " ليلة الشعراء " لمحطة وهران للتلفزيون الجزائري لموسمين متتاليين سنة 2014 بتلمسان و 2015 بوهران، و قبل ذلك مشاركاتي في مختلف مجلات المهرجانات المحلية والوطنية والدولية، ومكلفا بالإعلام فيها على غرار مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية السنة المنصرمة، ومساهمات فكرية و أدبية في مختلف الجرائد المحلية والوطنية قبل التحاقي بالتلفزيون الجزائري بصفة رسمية صحفيا منذ سنوات.
وماذا عن الأدب؟
أدبيا، فالأمر يتعلق بمشاركات لا تعدّ ولا تحصى في مختلف الملتقيات بشتى ربوع الوطن طيلة 15 سنة من النشاط الأدبي والاحتكاك بأسماء لقامات سامقة في الفكر والأدب، أسست لفرع اتحاد الكتاب الجزائريين بسيدي بلعباس و ترأسته لـ4 سنوات و كنت عضوا آنذاك في المجلس الوطني لاتحاد الكتاب ومنسقا جهويا لفروعه، ثم انسحبت من هذا كلّه ، لأشتغل على كتاباتي وتثقيف لساني أكثر فأكثر وإنماء أفكاري واعتزال النمطي وإعمال العقل بتدرّج لإذكاء الفكري الفلسفي مطعّما برصيد معرفي علميّ بحكم تخصصي الجامعي.
وكنت قبلها قد أصدرت أول مجموعة شعرية لي بعنوان "حب خالد" سنة 2004، ثم انغمست مطولا وبلا مبالاة أحيانا بالحرص على تدوين نصوصي و نشرها إلى غاية سنة 2018 ، حيث صدرت لي ثاني مجموعة شعرية تحمل عنوان " الباب العاشر" ، وحاليا أشتغل على تنقيح مجموعتي الثالثة قبل طبعها قريبا، وبطبيعة الحال مساهماتي ونشري لنصوص شعرية من حين لآخر على صفحات الجرائد الوطنية ونواديها على غرار النادي الأدبي لجريدة الجمهورية الغراء، تحت إشراف الصديقة والزميلة علياء بوخاري، هذا وبحكم الوظيفة في الإعلام السمعي البصري التي نتقاسم ثقل مسؤوليتها مع الزملاء من الصحافة المكتوبة يصعب عليّ مؤخرا ايجاد الوقت الكافي لممارسة الابداع في المجال الأدبي .
هل اختيارك للأدب كان قبل تخصصك الإعلامي ؟
لم يكن الأدب بالنسبة لي اختيارا، بل كان قدرا محتوما، كنت أتنفس لغة منذ نشأتي، وطفولتي الأولى كانت كلها كتبا و قصاصات ولعبا ولهوا ومتعة في رصف الكلمات .. كان نظما للشعر أولا ثم تعمقت وتدرجت إلى كتابة شعر حقيقي، بعد اطّلاعي على علم العروض و البحور الخليلية في الشعر العمودي، ثم انتقلت إلى شعر التفعيلة، ومنه إلى الشعر النثري، بعد أن ضاقت القوالب اللغوية والعروضية بروافد الروح وأحوالها ونضج التجربة الإنسانية، وتعدد القراءات للنص الغربي وتراجمه والتراكم المعرفي والقيمي .. ، في خضم هذا الزخم كله وسط عالم لغوي ورقيّ كنت أتلقى عروضا للكتابة في مختلف الجرائد و المجلات وأستجيب وأساهم نزولا عند رغبة الزملاء، وبعدها لقاءات وعروضا لتقديم برامج إذاعية وعروضا تلفزيونية أيضا لقنوات مختلفة عامة وخاصة، وكان في نهاية المطاف أن اخترت الالتحاق بالمؤسسة الكبيرة التي تجمع خيرة الإعلاميين في الصحافة السمعية البصرية، المؤسسة المدرسة، التلفزيون الجزائري وبالضبط في محطة وهران.
هذا أيضا يعود إلى أهمية توظيف اللغة وجمالياتها كأداة و مطية لإتقان المادة الإعلامية ونقل المعلومة إلى المتلقي في أبهى حلة وبتعبير دقيق لا يشوبه كدر أو تأويل، أما عن اختيار الشعر في الشق الأدبي الإبداعي، فلأن الشعر هو أسمى الأجناس الأدبية في كل اللغات البشرية، لا يتقنه إلا متمكن من ناصية اللغة، فهو إلى حد ما عصارة تجارب حياتية مكثفة، فالبلاغة هي تكثيف المعنى.
