خلال اليوم الرابع للمهرجان الوطني لمسرح الهواة في طبعته 54 ، عرضت "الجمعية الثقافية السانية وهران" مسرحية "ما قبل النور" ، مسرحية تعود بالمشاهد إلى ستينيات القرن الماضي وبالتحديد إلى ذلك اليوم المشؤوم الذي تجرأت فيه المنظمة الإرهابية "oas" تفجير سيارتين مفخختين يوم 28 فيفري 1962 المصادف لـ 23 من شهر رمضان ، العملية الإجرامية خططت لها لتكون بساحة الطحطاحة بوهران في الوقت الذي كان فيه المكان مكتظًا بالمارة ، الزبائن والزوار الذين كانوا يقتنون حاجاتهم قبل موعد الإفطار وعلى أسبوع واحد من عيد الفطر ، حيث راح على إثر هذا العمل الجبان مئات الضحايا الجزائريين بين قتلى ومعطوبين ، مسرحية "ما قبل النور" التي أخرجها الشاب بن حمو يحيا تعد أول عمل مسرحي يطرح موضوع هذه الجريمة البشعة التي حدثت في مكان وحي شعبي مكتظ بالسكان ، كما أبرزت وبقوة ذلك الدور الذي لعبته شخصيات تاريخية ، دينية وثقافية بوقوفها في وجه الإستعمار الفرنسي الذي حاول بكل الطرق طمس الهوية الجزائرية وهذا عبر مختلف المراحل التاريخية التي مر بها الشعب الجزائر ولمدة 132 سنة ، لينتهي العرض برفع فوج من الكشافة الإسلامية الجزائرية العلم الوطني بساحة الطحطاحة. مخرج المسرحية لم يتغافل في الإستعانة بالتراث اللامادي من خلال إقحامه قصائد الشعر الملحون الخاصة بمدينة وهران كأغنية "دبايلي يانا وعلى زبانا" ، "وهران وهران" ... التي أداها محمد عماد الدين حمزاوي ، شارك في هذا العمل المسرحي الذي أنتجته فرقة "الجمعية الثقافية السانية" وهران سبعة ممثلين يدرسون كلهم في قسم الفنون الدرامية بجامعة وهران 1 "أحمد بن بلة". هؤلاء الشباب نجحوا في تقديم 12 مشهدا عالجوا من خلالها ملحمة الشعب الجزائري في كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي ووقوفه في وجه جرائم منظمة الجيش السري ، فرقة "الجمعية الثقافية السانية" وهران تنشط منذ 2022 ، ولها ثلاثة انتاجات "أنت ولا أنا"، "مريستان" و"سيد الهو" .