الصحفي سامي حباطي من جريدة النصر بقسنطينة :" الصحافة ألهمتني في كتابة العديد من النصوص الأدبية "

الصحفي سامي حباطي من جريدة النصر بقسنطينة :" الصحافة ألهمتني في كتابة العديد من النصوص الأدبية "
ثقافة
سامي حباطي صحفي وكاتب ومترجم، حائز على شهادة ليسانس في الترجمة التحريرية والشفوية من جامعة "الإخوة منتوري" عام 2012 ضمن تخصص "عربي فرنسي إنجليزي" وماستر في مجال الترجمة ضمن تخصص "عربي انجليزي" من جامعة باجي مختار بعنابة عام 2022، بدأ العمل في الصحافة المكتوبة منذ 10 سنوات، حيث نجح في مسابقة توظيف صحفيين نظمتها جريدة النصر سنة 2014، ومازال بعمل فيها إلى اليوم. لطالما كان سامي حباطي مهتما بالصحافة المكتوبة منذ بداية مرحلة التعليم المتوسط، عندما أخذت تتشكل في إدراكه ملامح عتبة معرفية جديدة قوامها اللغة العربية بالدرجة الأولى، من خلال ما كان يتلقاه في المدرسة وعبر إنتاجات وسائل الإعلام المختلفة (البرامج التلفزية الإخبارية والترفيهية، الجرائد، البرامج الإذاعية وغيرها). كان يطالع كل الجرائد التي تقع عليها يده من خلال أفراد أسرته أو يقتنيها بنفسه، ناهيك عن الكتب على اختلافها، خاصة منها الأدبية والقصص القصيرة، وكذلك كتب التاريخ والكتب العلمية مثل كتب الفيزياء وعلم الفلك. يقول سامي حباطي :" كانت لغة الجرائد في تلك الفترة أشبه بمفاتيح خريطة، أو لغة وسيطة بالنسبة لي، فقد كنت أجد فيها البساطة مقارنة بالكتب التي كانت تبدو مثقلة بالعثرات والمطبات الاصطلاحية، كما أنها منحتني في كثير من المرات تفسيرات لأشياء كنت أمر عليها في الكتب دون فهم عميق لها، فضلا عن الجانب الترفيهي الذي كانت تنطوي عليه وخفة مواضيعها مقارنة بالكتب، إذ كنت أشعر بتحقيق شيء ما بمجرد ما أنهي قراءة مقال ما في بضع دقائق، بينما يستغرقني الوصول لذلك الشعور أياما مع الكتب، وقد ينتهي بخيبة أمل عندما أعجز عن إتمامه، لم تكن فكرة الصحافة قد تشكلت في وعيي بعد في تلك المرحلة، لكنني كنت على يقين عند بلوغي نهاية مرحلة التعليم المتوسط بأنني أريد أن أكون كاتبا؛ رغم عدم وجود أي تصور في ذهني آنذاك عن طبيعة هذا الحلم، إلا أنه دفعني إلى اختيار شعبة الآداب والفلسفة في المرحلة الثانوية ، لقد أتاحت المطالعات انفتاحا ذهنيا، مثلما منحت لي المواد الأدبية أدوات تحليلية وتعبيرية، ناهيك عن اهتمامي بالموسيقى أيضا في الثانوية، إذ كنت عضوا في فرقة للموسيقى الأندلسية القسنطينية "المالوف"، وهو ما شكل العناصر الأساسية لما سيقودني في وقت لاحق للصحافة، في الجامعة وجدتني أتجه إلى الترجمة، أين كنا نتعامل مع النصوص المنشورة في الصحافة المكتوبة والمرئية والسمعية"، بعد الجامعة بدأ سامي العمل في الصحافة المكتوبة في قسم الأخبار المحلية لجريدة النصر في قسنطينة، حيث خضع للتربص الميداني لمدة سنة، تعلم فيها المهارات الأساسية، ومازال إلى اليوم يعمل في القسم نفسه. يقول سامي حباطي : " الكتابة والصحافة مجالان يرتبطان بروح القص والحكاية وبعض من تقنيات السرد واصطناع الزوايا التصويرية في النص للوصول إلى القارئ، وطبعا الغاية الملحة للإبداع، وكذلك التلاعب اللغوي، في حين يختلفان من جوانب أخرى مثل الرؤية والفسحة المتاحة في كل منهما، في الصحافة، تكون المعلومة الخبرية أساسا للبناء وحدا للخيال وميزانا للتحليل، فضلا عن شرط الموضوعية في نقل المعلومة، مهما تعددت أشكال المادة الإعلامية ودعائمها وتباينت لغتها، بينما في الأدب لا حدود للخيال والتعليق والذاتية والشعرية، كما أن لغة الأدب واسعة يمكنها أن تنطلق من السجل الشعبي البسيط أو الدارج إلى السجل الفصيح !، الأدب حمال أوجه لا يراعي الوضوح بالضرورة، بينما يصعب في الصحافة أن تثقل ما تكتب بالدلالات، بقدر ما تكون أبلغ الرسائل فيها أوضحا وأسهلها للفهم". و بخصوص النشر، فقد بدأ سامي حباطي النشر بعد دخوله الصحافة، مع أن بعض النصوص التي كتبها تعود إلى ما قبل ذلك، أو ربما كانت عبارة عن «مخططات أولية» لنصوص لاحقة، وهنا يوضح سامي: " نشرتُ بعض القصص القصيرة في مجلات إلكترونية، مثل مجلة «إنتلجنسيا» التونسية، وكانت نصوصا قصيرة تميل إلى نوع «القصة القصيرة جدا» قبل أن أقرر كتابة مجموعة قصصية لنشرها ورقيا، فكان أول كتاب لي «جسم طائر غير معرف» الذي نشر عام 2018 عن دار "بوهيما" بتلمسان، نشرت بعد ذلك بعض القصص في مجلات أدبية مختلفة مثل قصة «الوجه الضال» المنشورة في مجلة «الجديد» بلندن، كما نشرت لي إحدى قصص مجموعتي، الموسومة بـ«حبّة التّين»، في مجلة «الآداب» اللبنانية، التي أسسها الراحل سهيل إدريس، وأعاد بعثها ابنه المرحوم سماح إدريس."، كانت له أيضا تجربة في الكتابة المسرحية، حيث ألف نصا مسرحيا إذاعيا ينتمي للخيال العلمي بعنوان «العناد»، وتم إنتاجه بإذاعة الجزائر من قسنطينة «إذاعة سيرتا» بإشراف مديرها السيد عمار عقيب، وبمعية الإعلامي والكاتب جهاد زهري، الذي أدى فيها دور الراوي. يضيف سامي : " ممارسة الصحافة ألهمتني كثيرا في كتابة النصوص، كما منحتني وسائل لتطوير رؤيتي وزوايا الأحداث، فكثير من الأخبار الصحفية والمتفرقات التي نتعامل معها يوميا بلغة تداولية جامدة، يمكنها أن تتفجر أنهارا من النصوص النثرية والشعرية، فالأدب يملك القدرة على ملء الفراغات بالخيال الذي يمنحنا رؤية فاحصة عن ذواتنا والآخر، عندما تقرأ عن الأعمال الأدبية الكبيرة، ستجد أن كثيرا منها انطلقت من أخبار أحداث بسيطة منشورة في الجرائد، ربما لم يكن أصحابها يدركون يوما أنها ستتحول إلى روايات تقف كعلامات فارقة لمراحل تاريخية في التطور الإنساني، مثال ذلك رواية «التلميذ» لبول بورجيه التي جاءت في خضم التغطية الإعلامية لجريمة قتل وقعت في قسنطينة عام 1888، وطرحت أسئلة عميقة حول طغيان الرؤية العلمية المفرطة على حساب المنظومة الأخلاقية في تلك الفترة من القرن الـ19، ورواية «الغريب» وغيرها من الأعمال الكبيرة في تاريخ الأدب. وإضافة إلى ما ذكره من أعمال أدبية، فهو يسعى إلى نشر كتاب بحثي حول ترجمة النصوص الاقتصادية الموجهة للنشر الصحفي، وهو في الحقيقة عبارة عن مذكرة تخرجه بدرجة الماستر مع الزميل "عون سويد"، الموسومة بـ«تطبيق منهج سيكال في تقويم نصوص اقتصادية موجهة للنشر الصحفي»، حيث أنجزاها بإشراف من الأستاذة الدكتورة سعيدة كحيل والأستاذة الدكتورة نعيمة بوغريرة من جامعة باجي مختار بعنابة، وحصلا على توصية ب

يرجى كتابة : تعليقك