الدكتور لعروسي رابح..." 76 سنة من المقاومة... في ظل تفاؤل دولي حول مصير القضية الفلسطينية"

الدكتور لعروسي رابح..." 76 سنة من المقاومة... في ظل تفاؤل دولي حول مصير القضية الفلسطينية"
الحدث
ذكرى النكبة، هو يوم تذكاري أقره الرئيس الراحل ياسر عرفات رسميًا في عام 1998 لإحياء ذكرى "النكبة" التي تمثلت في نظر الأمة العربية بقيام دولة الكيان الصهيوني باسم إسرائيل والذي يعتبر في الضمير العربي بمثابة تدمير للمجتمعات العربية جميعا بداية من وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1948، إلى جانب التهجير الدائم والقسري لغالبية سكانها العرب. وجرت العادة أن يتم ذلك في 15 ماي، وتحل هذه السنة 2024 الذكرى الـ 76 لنكبة فلسطين التي طالت الشعب الفلسطيني على يد العصابات الصهيونية التي هجرت الفلسطينيين قسراً من أراضيهم وممتلكاتهم، وهذه السنة تتصادف ذكرى 15 ماي 1948 على الشعب الفلسطيني في ظروف جد خاصة وحرجة، وفي هذا الشأن يقول الدكتور "في ظل تصعيد خطير تشهده الأراضي الفلسطينية منذ انطلاق "طوفان الأقصى" في 7 من أكتوبر 2023 وما تبعه من سلوك همجي أخذ منحى جد خطير صنف في خانة الإبادة الجماعية في قطاع غزة نتيجة الحرب التي يشنها الكيان ضد المقاومة الفلسطينية، وهو تحد صارخ للقانون الدولي والشرعية الدولية، فلقد مرت 76 عاماً وما زالت حكومة الاحتلال تتجاهل الحقوق المشروعة للفلسطينيين وتمتنع عن تطبيق القرارات الدولية، وخاصة القرار (194) الذي يقر بتعويض اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسراً في عام 1948. وبعد 76 عاما على النكبة، اشتدت الهجمة الصهيونية ومن وراءها الإدارة الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال المحاولات اليائسة لتكرار سيناريو التهجير لسكان قطاع غزة نحو صحراء سيناء، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الوضع زاد تعقيدا منذ إعلان ترامب اعتبار مدينة القدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأمريكية في المدينة المقدسة، ويندرج هذا ضمن خطة تصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن، بالتزامن مع ما تم تسريبه من خطط ومقترحات للصفقة متجاوزة كافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وفقاً للقرار 194 وإلغاء وكالة الأونروا الشاهدة على مأساة اللاجئين المنشأة بموجب القرار (3020 لسنة 1949). وفعلا والذي يتبع كرونولوجيا الأحداث وتطورها وصولا إلى ما يحدث اليوم من حرب غربية قوية ضد الفلسطينيين عامة والمقاومة في قطاع غزة تحديدا يرى بأن نكبة 1948 حولت آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين ممنوعين من العودة إلى قراهم وأراضيهم وبيوتهم. ورغم نفي أكثر من 800 ألف فلسطيني عام 1948، وتهجير أكثر من 200 ألف آخرين، معظمهم إلى الأردن بعد حرب جوان 1967، إلا أن إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم مع نهاية عام 2023 وصل إلى ما يقارب 16 مليوناً، مع الإشارة إلى أن عددهم تضاعف إلى أكثر من 9 مرات منذ أحداث 1948، ويتواجد أكثر من نصف الفلسطينيين (8.48مليون) في فلسطين التاريخية، منهم 2.57 مليون في الأراضي المحتلة عام 1948، و3.9 مليون في الضفة الغربية بما فيها القدس، ونحو 2 مليون في قطاع غزة، ونزح أكثر من 800 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون نسمة من قراهم وبلداتهم في فلسطين التاريخية عام 1948 إلى البلدان العربية المجاورة، بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. وسيطر الاحتلال الصهيوني خلال النكبة على 774 قرية وبلدة فلسطينية، ودمر 531 أخرى بشكل كامل، فيما ارتكبت العصابات الإسرائيلية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، وهذه الأرقام تضاعفت اليوم مرات ومرات في وجود منهجية استيطانية تمارسها حكومة الاحتلال من تدمير وطرد للفلسطينيين من ديارهم وإقامة مستوطنات جديدة، وتشير بعض التقارير أن الكيان يسيطر على أكثر من 80%، من مساحة فلسطين التاريخية والتي تبلغ حوالي 27000 كم2. إن إحياء الشعب الفلسطيني لهذه المناسبة هذه السنة له نكهة خاصة تطبعها الانتصارات المتتالية والتي حققتها ولاتزال تحققها المقاومة في قطاع غزة منذ بداية طوفان الأقصى، بدليل أن صمود سكان غزة لم يعرف له مثيل من قبل، رغم الآلة الحربية التدميرية على قطاع غزة واستهداف سكان القطاع من نساء وأطفال في المقام الأول وتدمير كل البنى التحتية للشعب الفلسطيني، كل هذا لم يثني من عزيمة الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية من زيادة تمسكهم بالأرض والدفاع عنها. واليوم المقاومة هي التي أصبحت صاحب القرار لأنها متحكمة ومسيطرة على الميدان وهذا ما تعكسه مدة أكثر من سبعة أشهر من انطلاق العدوان وهي تبلي بلاء حسنا تترجمه الخسائر المتواصلة التي لحقت بالآلة التدميرية لجيش الاحتلال وهذا باعتراف الكيان نفسه بأنه لم يواجه في تاريخه إلى اليوم مثل ما تقوم به المقاومة الفلسطينية من الدفاع على حق الشعب الفلسطيني وصموده وتلاحمه مع المقاومة وسيما في وجود توحيد الساحات بين مختلف الفصائل الفلسطينية من جهة والدعم الدولي الكبير الذي حظيت به القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وعلى رأسها الموقف الجزائري والذي أدخل مجلس الأمن الدولي في حركية غير عادية في إطار الدفاع على حق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولته كاملة الحقوق والسيادة في الأمم المتحدة ناهيك على المرافعة الدورية والمتكررة للمجتمع الدولي في الضغط على الكيان لوقف إطلاق النار. في خضم كل هذا حري بنا أن نتفاءل حول مصير القضية الفلسطينية وسيما أمام تزايد الحشد الدولي وما حراك الجامعات في الكثير من عواصم ومدن غربية لأحسن ضغط كبير يمارسه أحرار شعوب العالم، مما أجبر الكثير من حكومات الدول من تغيير مواقفها والوقوف مع الشعب الفلسطيني بداية من الموافقة على تمكين فلسطين من حقها كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.

يرجى كتابة : تعليقك