مصلي عبد الرزاق عضو الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بفرنسا: كنا نؤطر الطلاب ونحثهم على الانخراط في الثورة التحريرية

مصلي عبد الرزاق عضو الاتحاد العام للطلبة المسلمين  الجزائريين بفرنسا: كنا نؤطر الطلاب ونحثهم على الانخراط في الثورة التحريرية
الذاكرة
في الذكرى الـ 68 ليوم الطالب 19 ماي 1956 الذي أضرب فيه الطلبة الجزائريون وقرروا ترك مقاعد الدراسة والانخراط في العمل السياسي والنضال الثوري لأجل محاربة الاحتلال الفرنسي الغاشم التقينا الأستاذ الجامعي وأول مدير لجامعة الجيلالي اليابس السيد مصلي عبد الرزاق الذي كان عضوا في الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بفرنسا أيام الثورة التحريرية المباركة فراح يسترجع بعضا من ذكرياته لما كان طالبا بمدينة قرونوبل. يقول عبد الرزاق لما نلت شهادة البكالوريا بمدرسة( سلان ) تلمسان سنة 1958 نصحتنا القيادة في جبهة التحرير نحن الطلاب الفائزون بالباكلوريا آنذاك بعدم الذهاب إلى العاصمة لمواصلة الدراسة خشية تعرضنا إلى مكروه من طرف الاحتلال فكان مسعانا نحن مجموعة من الشبان المغادرة باتجاه فرنسا لإتمام الدراسة هناك في تخصص الكيمياء وبالفعل التحقت بقرونوبل وانخرطت هناك في الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين تحت لواء فدرالية جبهة التحرير الوطني- التي وفرت لنا منحة - كمناضل ومؤطر حيث كنا ننشط في الخفاء و نتولى عقد لقاءات مع الطلبة بشكل متواصل لأجل توعيتهم بمخاطر الاحتلال الفرنسي وغرس الروح الوطنية لديهم وأذكر أن من بينهم 6 عناصر قرروا الانضمام إلى صفوف الثورة المسلحة فاتخذنا الإجراءات مع الفدرالية وسهلنا لهم الأمور للسفر من فرنسا إلى تونسو ومن هناك إلى الجزائر لمحاربة العدو ضمن صفوف المجاهدين , ثم أن هناك 12 موظفا جزائريا يشتغلون في العديد من المؤسسات بالبلد تكفلت قيادة جبهة التحرير بإرسالهم بطريقة ذكية إلى فرنسا لمتابعة دورة تكوينية بمدينة بوردو في مادة الفيزياء مدتها 45 يوما على يد أساتذة فرنسيين كانوا أصدقاء للثورة وكلفت أنا بإسكانهم وإطعامهم في الفنادق بتمويل من الفدرالية إلى أن أكملوا التربص ورافقتهم في آخر يوم إلى مرسيليا حتى لا يقعوا في المحظور ومن هناك غادروا إلى الجزائر على متن طائرة , طبعا هؤلاء الموظفون كانوا يشتغلون مع جبهة التحرير الوطني ويزودونها بالمعلومات التي تحتاج إليها و يضيف – السيد عبد الرزاق كما كنت أيضا أحفز الطلبة وأدفع بهم للاهتمام بالتحصيل العلمي وكنت أراسل فدرالية جبهة التحرير حول وضعية الطلاب واحتياجاتهم. غداة الاستقلال عدت إلى بلدي وبحوزتي دبلوم عال في الكيمياء لأساهم في تدريس الطلبة بجامعة الجزائر العاصمة لسنوات رفقة زوجتي التي كانت تشتغل مديرة لمدرسة ابتدائية بالمدينة نفسها ثم انتقلت إلى جامعة وهران في المهمة ذاتها ولما حل عام 1978 كان لي الشرف في أن أفتتح جامعة سيدي بلعباس التي أطلق عليها اسم العالم والباحث الجيلالي اليابس وأعين مديرا على رأسها لعدة سنوات ثم عاد بي الحنين إلى التدريس حيث كونت جيلا من الطلبة إلى غاية إحالتي على التقاعد قبل 4 سنوات. السيد مصلي عبد الرزاق ينصح الطلاب في عيد الطلاب بالانكباب على التحصيل العلمي بجد وإخلاص , فالنهوض بالأمة وتحقيق الرقي والتقدم والتحرر من التبعية - كما يؤكد- لن يتأتى إلا بالعلم واكتساب المعرفة والتكنولوجيا

يرجى كتابة : تعليقك