مع اقتراب موعد الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف 2024 تبقى التحضيرات سارية بالبلديات الساحلية في سبيل الاستقبال الجيّد للمصطافين وتقديم خدمات استجمامية في المستوى المطلوب بمعطيات ملموسة تتجاوز النظرة التقليدية السابقة وتتعدى مشاكل ونقائص المواسم السابقة.
ومع بداية العد التنازلي لاحتضان موسم بألوان المدينة المتوسطية تتجه اهتمامات السلطات المحلية نحو تسخير واستغلال الموارد البشرية والمادية الكافية لتغطية مصاريف عمليات التهيئة والتحسين الحضري وإعادة الاعتبار للشريط الساحلي والمساحات المهملة والفضاءات المتضررة مع التكثيف من ورشات الأشغال بكل النقاط السوداء والمواقع السياحية
-500 مليون دينار لموسم ناجح -
تعكف مديرية السياحة بالتنسيق مع البلديات الساحلية على استكمال الاشطر المتبقية من البرنامج الولائي الخاص بتحضيرات بموسم الاصطياف وتعمل على توفير شروط الاستجمام التي يبحث عنها المصطاف ، كلما حدد وجهته نحو شواطئ وهران لقضاء عطلة نهاية السنة من خلال مشاريع متعددة ومختلفة كفيلة بتجاوز نقائص المواسم السابقة والمشاكل المرتبطة بالتهيئة والنظافة والتطهير بكل الاتجاهات والمسارات المدرجة في سجل المدينة المستضيفة ، وبالتحديد بأجندة أعمال اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة ورشات موسم الاصطياف .
لم يعد العائق المالي مطروحا في السنوات الأخيرة مع انطلاق عمليات التحسين الحضري وتهيئة المرافق والشبكات القاعدية و أشغال إعادة الاعتبار ، حيث رصدت الولاية هذه السنة وفي إطار تسطير برنامجا خاص بالمناسبة غلافا ماليا يساوي 500 مليون دج لتغطية كل العمليات المفتوحة عبر الساحات العمومية وفضاءات التسلية والترفيه والمسالك والممرات المؤدية إلى الشواطئ وكل المرافق المدرجة في قائمة الزيارات الاستجمامية لصيف 2024 على مستوى الكورنيش الغربي والشرقي بدون استثناء.
وقد حظي ملف النظافة برتبة الأولوية كالعادة لتجاوز مخلفات العهدات السابقة وطي بالمقابل صفحة النقاط السوداء والتدهور البيئي بالبلديات الساحلية والشواطئ بالتحديد ، بموجب حملات مكثفة وأخرى استدراكية على طول الشريط الساحلي والمواقع السياحية تتخلص بموجبها البلديات من الأكوام التي شوهت جمال ساحلها و تضمن بالمقابل توازن بيئي يحقق لها التألق بمخطط توجيهي يعتمد على الموارد البشرية والمادية بعمال موسميين يسهرون على نظافة المحيط وحاويات لجمع النفايات عبر كل النقاط والمناطق الحيوية التي تشهد حركة كبيرة ليل نهار .
وجهة الموسم .. مرسى الحجاج
على خلاف المواسم السابقة تخطف بلدية مرسى الحجاج الأنظار هذه المرة وتنتقل إلى محطة احتضان فعاليات الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف ، وتستعد للظفر بلقب عروس الموسم بلوحة جمالية مغايرة تستعرض فيها خصوصيتها وما يميزها عن شواطئ الكورنيش الغربي وتتغزل ببساطها الذهبي و منشاتها ومرافقها الاستجامية ، على رأسها المركب السياحي الضخم الذي سيفتح أبوابه هذا الصيف لاستقبال العائلات مجهزا بكل الخدمات الاستجمامية ومعززا بملحقات حديثة وراقية من ألعاب مائية متنوعة وفضاءات الترفيه والراحة التي تفرضها مثل هذه المنتجعات بمواصفات ومقاييس دولية عالية الجودة يكون بمثابة مكسب سياحي جديد تتدعم به الولاية وتفتح من خلاله باب الانتقاء والتنوع لكل من يفضل هذه الوجهة ، ناهيك عن شواطئ الجهة الشرقية التي لقيت عناية خاصة هي الأخرى وأقحمت ضمن القائمة .
-مراقبة دورية لمراقبة 206 فنادق
استكمالا لمسار التحضيرات أطلقت مديرية السياحة حملة واسعة لمراقبة المؤسسات الفندقية المتواجدة بالولاية للوقوف على مدى مطابقة هذه الأخيرة لمعايير النظافة وشروط الاستقبال وباشرت في خرجات تفتيشية للوقوف على مدى توفر شرط الجودة في الخدمات المقدمة للزبون ، من حيث الإيواء والإطعام والتكفل بطلباته طيلة فترة الإقامة من خلال برنامج دوري يتضمن معاينة 206 فنادق بطاقة إجمالية تساوي 21 الف سريرا وبتصنيف من نجمة إلى 5 نجوم ، على اعتبار أن الهياكل الفندقية تشكل هي الأخرى واجهة قطاع السياحة وما يمتلكه من مؤهلات ، علما أن العملية مست لحد الآن 70 فندقا ينشط بالولاية في انتظار إتمام الحصيلة قبل الانطلاق الرسمي
وتحرص مديرية السياحة والصناعة التقليدية على توفير كل الضوابط الاستجامية في العلاقة التي تربط المرفق بالزبون بالتزام الطرف المسيّر بالحدود المفروضة عليه والعمل على توفير الضروريات والكماليات التي ترفع من درجة التكفل .
-معرض للصناعة التقليدية -
وفي إطار الخدمات الفندقية وترقيتها ستدخل 13 مؤسسة الخدمة الشهر المقبل تزامنا مع انطلاق الموسم ، حتى يتسنى للحظيرة الولائية استقبال الكم الهائل من السيّاح وتغطية العجز المسجل أمام ارتفاع عدد الوافدين ، هذه الأخيرة ستساهم وبشكل كبير في الحفاظ على مكانة الولاية كقطب سياحي يستقبل الزوار الاجانب و يسجل عدد كبير من الرحلات الاستكشافية لبواخر قادمة من قارتي أوروبا وأمريكا ترسو بميناء بصفة متداولة .
وعملا بشعار المدينة المتوسطية فقد سطرت مديرية السياحة بالتنسيق مع البلديات السياحية برنامجا ثريا لترويج الصناعة التقليدية عن طريق مساحات تحتضن صالونات مختلفة تعرف فيها باللتراث التقليدي الأصيل و تسوق من خلالها المنتوج المحلي الجزائري المعروف بعادات متجدرة تعكس الموروث الثقافي العريق .