بعد أشهر من الجد والعمل، استطاعت ابنة سيدي بلعباس المهندسة جبار شيماء، بالتنسيق مع الدكتور بن زيدان رشيد والدكتور بن منصور عبد الجليل، أستاذان بكلية الهندسة البحرية لجامعة "محمد بوضياف" بوهران،
إنجاز تصميم متطور لسفينة صيد بطول 23 مترا، للاستغلال الأمثل في أعالي البحار، وهو التصميم الذكي والفريد، الذي ينتظر الحصول على براءة الاختراع، بعدما تم تقديم الطلب نهاية سنة 2023، ويتعلق هذا الابتكار، بمجال الصيد البحري والصناعات البحرية، ويدخل في إطار تعزيز البحث والابتكار لتنمية الاقتصاد الأزرق في الجزائر، كما يهدف إلى تحسين الأداء الهيدروديناميكي، لسفن الصيد GRP، التي يبلغ طولها 23 مترًا، من أجل التشغيل الأمثل، في أعالي البحار وتعزيز الكفاءة والسلامة والاستدامة وفقا للمعايير البيئية.
واستطاع تصميم "شيماء جبار"، التي قامت بتكوين مؤسسة ناشئة خاصة بصناعة البواخر، وتصميم السفن، أطلق عليها اسم "مارين آرك"، أن ينال الجائزة الأولى في مسابقة "بلو هاك"، للبرنامج الأزرق الممول من قبل الاتحاد الأوروبي، التي انتظمت على هامش الصالون الدولي للصيد البحري والمنتجات الصيدية بوهران شهر فبراير 2024 .
وتعتبر هذه السفينة، إحدى أهم سفن الصيد، بفضل طبيعة تصاميم بنائها، وشكل هندستها فضلا عن التجهيزات الهامة، التي تتوفر عليها، ومن ذلك "لمبة القوس" المدمجة، التي تقلل من تكوين الموجات عند مقدمة السفينة، مما يقلل من مقاومة التقدم للأمواج.
وبالتالي استهلاك الوقود للاستمرار، بدفع السفينة عند السرعة المرجوة، وتتمثل الخطوة الحاسمة، في دمج "لمبة القوس" المصممة خصيصًا، في مقدمة الهيكل، لتقليل سحب سفينة الصيد.
ومن خلال تقليل المقاومة الهيدروديناميكية، ستتطلب السفينة طاقة أقل لدفع أنشطة الصيد الخاصة بها، ما يساهم في تقليل كبير في استهلاك الوقود وتحسين كفاءة الطاقة، بما يتماشى مع المعايير البيئية، كما تتوفر السفينة على عارضة على شكل "أوميغا"، ويتميز هذا التكوين الذكي بانحناء مقعر للهيكل، في الجزء الخلفي من السفينة، ما يسمح بتوزيع أفضل للقوى "الهيدروديناميكية" تقول شيماء جبار، التي أضافت أن السفينة مجهزة أيضا بعارضة متدحرجة، لتحسين استقرارها وتحسين كفاءة نظام الدفع عن طريق تقليل الحركات
الجانبية.
ويشكل دمج تعديلات التصميم هذه، والتي تم التحقق من صحتها، من خلال عمليات المحاكاة الرقمية، تقدمًا كبيرا في ابتكار سفن الصيد، في أعماق البحار، وتؤدي هذه التعديلات إلى تحسينات
كبيرة، من حيث الأداء الهيدروديناميكي والاستقرار والمقاومة، تضيف المهندسة، التي كشفت بأن التحسينات في الأداء الهيدروديناميكي، تقلل من استهلاك الوقود بنسبة 15 بالمائة، وهو ما يساهم في انخفاض تكاليف الصيد، كما تسمح تحسينات الاستقرار للسفينة، بتحمل الظروف الجوية القاسية، ما يساعد في الحفاظ على سلامة الطاقم، كما تعمل هذه التحسينات، على إطالة عمر السفينة، وهو أمر مفيد لاستدامة صناعة صيد الأسماك، تختم شيماء، التي تقف قاب قوسين أو أدنى أمام ابتكارها الذكي الثاني، الذي تأمل أن يصل إلى أرقى المستويات.