"المهيبة" بين زمان واليوم ... عادة قديمة بمواصفات جديدة

"المهيبة" بين زمان واليوم ... عادة قديمة بمواصفات جديدة
مجتمع
تعتبر "المهيبة" عادة وتقليد جزائري راسخ بين العائلات الجزائرية، اين يتقدم الخطيب وأهله بتقديم هدايا متنوعة خلال أي مناسبة دينية لخطيبته خلال فترة الخطوبة، وبما أننا هذه الأيام نعيش في أجواء احتفالية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، فنجد الكثير من الشباب يتجولون داخل محلات الهدايا للتحضير لتقديم أجمل وأغلى "مهيبة" لزوجاتهم المستقبليات، حيث أن المهيبة قديما كانت عبارة عن قفة "الدوم" توضع فيها كتف أضحية العيد مرفقة ببعض الخضر والتمر، وعطر أو فستان بسيط وهذه المبادرة بين هاتين العائلتين تعبر عن الاحترام والتقدير المتبادل بينهما وللعروس المستقبلية الا أن اليوم تغيرت الأحوال اذ طغت مظاهر التفاخر على جوهر هذه المبادرة التقليدية الحميدة ، حيث اصبح الشباب يتجولون وسط المحلات والأسواق ويتسارع لجلب أغلى الهدايا من تشكيلة متنوعة للعطور الى جانبها باقة كاملة لمنتجات التجميل والعناية بالبشرة والشعر لأشهر الماركات العالمية ،والبحث عن أحدث صيحة من قفطان جزائري أو مخوار خليجي ليجلبه لخطيبته ، الى جانب هذا يقوم بطلبية لدى محلات صنع الحلويات لتحضير اشهى واغلى الحلويات التقليدية دون ان ينسى طبق التمور المحشية بمختلف أنواع المكسرات والمزينة بالشوكولا ، هذه الهدايا تكون مرفقة مع الكتف الذي يغلف بطريقة خاصة والى جانبه اغلى أنواع الصلصات والأجبان ذات مركات عالمية من قودا ، كمومبار ، قرويار ...الخ ، وسلة الحلفة مملوءة بأغلى الفواكه الموسمية وغير موسمية المستوردة ، بالإضافة الى صناديق من مختلف الخضر (بطاطا ، جزر ، قرعة ، طماطم ، لفت وسلطة ) وصناديق من المشروبات المائية والغازية وباقة متنوعة من العصائر الطبيعية التي تحضر بمحلات خاصة، ومن تم يقوم عريس المستقبل بجمع هذه المشتريات وأخذها الى محلات تزيين الهدايا لوضعها في صناديق مخصصة لهذه "المهيبة" ذات ديزاينات مختلف ومتنوعة تصر الناظرين وفي الأخير يتوجه الى محل الزهور لشراء باقة زهور يتراوح سعرها مابين الـ 4000دج و الـ 15000دج يصحبها رفقة ما سبق ذكره الى بيت زوجته المستقبلية ، حيث يكلفه هذا ما يفوق الـ 100 ألف دج وهناك من يتجاوز هذا المبلغ خاصة أولئك الذين أصبحوا يقومون بشراء قطعة ذهب أو طقم من فضة أو ذهب كل حسب قدرته ، فمنهم من هو قادر على ذلك ومنهم من أصبح يكلف نفسه فقط لإرضاء خطيبته من جهة أو للتفاخر عبر منصات التواصل الاجتماعي.

يرجى كتابة : تعليقك