نظمت هذا الثلاثاء وحدة البحث" علوم الإنسان للدراسات الفلسفية، والاجتماعية، والإنسانية" التابعة لجامعة وهران2، بالتعاون مع كلية العلوم الاجتماعية ونادي اضاءات فكرية ندوة وطنية بمناسبة إحياء الذكرى الثانية والستين لاستقلال الجزائر، والموسومة تحت عنوان "قراءة في بيان نوفمبر54: الدلالات والأبعاد القيمية" تم اختيار نص بيان أول نوفمبر للقراءة والتحليل من قبل ثلة من الأساتذة الجامعية، تنوعت مشاربعهم العلمية، حيث تناول الأستاذ الدكتور مزي عبد القادر (ج. بشار) الموضوع من زاوية فلسفية، ولا سيما من زاوية سيمائية، وأد. غماري طيبي (ج. ع. تموشنت) يجري مقاربة سوسيولوجية-استراتيجية، بينما أد. الهواري بوزيدي (ج. وهران2) سيتطرق إلى الجوانب السوسيو-أنثربولجية، وتكون قراءة أ.د. ودان بوغفالة (ج. تيارت) تاريخية ثقافية.
واجتمع المشاركون على أن بيان أول نوفمبر 1954 من النصوص التي يصعب تجنيسها رغم أنه يبدو من حيث طبيعته أقرب إلى الخطاب الإعلامي، لكنه ليس مجرد بيان لإعلان الحرب أو للتداول الإعلامي كما قد يعتقد البعض، إنه نص حي يستجيب لآفاق القراءات المفتوحة، فهو نص يجمع في استراتيجيته الخطابية بين الإعلان وشحذ الهمم والإقناع والمحاججة
يعتبر نص البيان قاعدة مرجعية لفلسفة الثورة التحريرية، وأساس بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار القيم الحضارية للشعب الجزائري، وهو نفسه بيان يحمل رؤية مستقبلية، أولها التنبؤ بالاستقلال، وثانيها بناء دولة وطنية متجذرة في تاريخها، ومرتبطة بدينها وثقافتها.
ويقول الأساتذة خلال هذا الحدث العلمي: "عند قراءة نص البيان يتجلى للجميع أنه مشحون بحمولة تاريخية، ثقافية، سياسية. ذلك لأنه يعتبر تتويجا للأهداف الكبرى التي كانت ترمي إليها الحركة الوطنية رغم تنوع مشاربها ومطالبها، كما يعكس مدى انصهار القيم الأصيلة للشعب الجزائري في دفاعه عن الكرامة الانسانية والسعي نحو التحرر من كل أشكال الاستغلال بشتى الوسائل المشروعة المتاحة، بالإضافة إلى دوره الأساس في وضع حد نهائي للنزاعات السياسية الداخلية التي كادت أن تعصف بجهود نضال الشعب الجزائري؛ فكان بمثابة نقطة تحول كبرى وحدت الجهود بالتركيز على قضية استعادة السيادة الوطنية كاملة غير منقوصة فتوحدت بذلك أطياف الحركة الوطنية فيما بينها من جهة كما وحدت الحركة الوطنية بعموم الشعب الجزائري الذي سئم الخطابات من جهة ثانية، من خلال الدعوة للعمل التحرري الانساني الشامل، الذي يجعل الجزائر مثالا يحتذى به في الثورة ضد كل أشكال الأستاذ".