تحت شعار "احكيلي"، بادر المجلس الأعلى للشباب في إطار برنامج نشاطاته الخاصة بإحياء الذكرى الـ62 لعيدي الاستقلال والشباب إلى تنظيم لقاءات خاصة مع المجاهدين والمعطوبين، حيث نظم أعضاء المجلس بولاية وهران ممثلين بكل من نذير رفسي وحمدي فريال، وبلمختار فاطمة، وعبد الحكيم طارق. اللقاء نظم أمس على مستوى مديرية المجاهدين، بحضور ثلة من المجاهدين من بلديتي آرزيو وبئر الجير، وهم بن سبع امحمد، وبوخيرة لعرج، وستوتي عبد الله، وبن حمادة الطيب، وصفاحي محمد، وحديد بلحاج، وخالج محمد، ومسعد الطيب وممثلين عن المنظمة الوطنية للمجاهدين بإشراف مدير المجاهدين السيد إلياس علي شيكوش.
عبر كل من المجاهدين ومعطوبي الحرب الذين حضروا اللقاء عن فرحتهم بالمبادرة التي فتحت جسر تواصل جديد بينهم وبين الشباب، وثمنوا أن تتكرر مثل هذه اللقاءات من أجل إعطاء فرصة لمن عاشوا تفاصيل الثورة المجيدة لنقل شهادات حية ووقائع من أحداث وتاريخ الجهاد منذ اندلاع الثورة إلى غاية الاستقلال، كما شكر المجاهدون أعضاء المجلس الأعلى للشباب على المبادرة القيّمة التي ستشمل مستقبلا أكبر عدد من المجاهدين ومعطوبي حرب التحرير.
تهدف هذه المبادرة حسب عضو المجلس الأعلى للشباب نذير رفسي إلى تعريف الشباب بتفاصيل تخص الثورة الجزائرية تُسرد مباشرة من أفواه من عاشوها، وذلك من أجل إعادة إحياء الذاكرة الوطنية التي تعد من صلب أولويات السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كما تهدف هذه اللقاءات أيضا، إلى تعريف هذا الجيل بتضحيات آبائهم وأجدادهم إبان الثورة التحريرية، مضيفا أن هذه المبادرات تعتبر فرصة أيضا لشحذ الهمة وتعزيز الروح الوطنية لدى الشباب، وترك بصمة شبابية في الاحتفالات المخلدة للذكرى الغالية، خاصة وأن الفعالية نظمت بالموازاة على مستوى 58 ولاية وحتى بين أفراد الجالية المقيمة بالخارج.
نظم اللقاء في شكل جلسة خاصة جمعت بين الأجيال، فسحت المجال للمجاهدين الذين لبوا الدعوة لسرد قصص النضال والكفاح خلال الثورة التحريرية، وتسليط الضوء على جوانب هامة في مراحل الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، ويسعى أعضاء المجلس الأعلى للشباب للعمل على إبراز الرموز المجاهدة على مستوى ولاية وهران خاصة بعض الشخصيات والأسماء غير البارزة للشباب الوهراني، حيث تم توثيق قصص المجاهدين خلال اللقاء بالصوت والصورة ليتم عرضها على مختلف منصات التواصل الاجتماعي للمجلس الأعلى للشباب –يضيف رفسي-.
أكد مدير المجاهدين السيد إلياس علي شيكوش، أن اللقاء يندرج في إطار نقل رسالة الثورة التحريرية إلى الأجيال الصاعدة تنفيذا للإتفاقية المبرمة بين وزارة المجاهدين وذوي الحقوق وبين المجلس الأعلى للشباب، وتتبع المبادرة بلقاءات أخرى منزلية، يتنقل خلالها أعضاء المجلس مع ممثلين عن مديرية المجاهدين إلى بيوت المجاهدين خاصة المقعدين منهم في اتصال مباشر لعملية نقل أحداث ووقائع الثورة التحريرية إلى أبنائنا من الجيل الصاعد وهم بدورهم سينقلونها إلى شباب الجزائر. و أضاف شيكوش أن المبادرة تعتبر عملا صالحا لأعضاء المجلس الأعلى للشباب الذين نقدم لهم كل الدعم من أجل إنجاح نشاطهم، خاصة وأن الوالي السيد السعيد سعيود أعطى توصيات للتنسيق معهم في مختلف القطاعات.
واختتمت الجلسة بتكريم أعضاء المجلس الأعلى للشباب من قبل مديرية المجاهدين، وسلمت شهادات التكريم المجاهدين الذين حضروا اللقاء.
هذا وتنطلق قريبا أعضاء المجلس الأعلى للشباب بالتنسيق مع مديرية المجاهدين زيارات إلى منازل المجاهدين والجاهدات المقعدين وغير القادرين على الحركة في إطار برنامج "احكيلي" من أجل الاستماع الى شهاداتهم وقصص كفاحهم التي لا يمكن أن تلخص في ساعات قلائل إلا أن المغزى هو خلق جسر تواصل بين الجيلين والتعريف ولو بجزء صغير من تضحيات المجاهدين.