يقع شاطئ "عين الحامية" أو كما يطلق عليه عامية الوهرانيين اسم "مدريد" بالكورنيش الغربي لمدينة وهران، وهو تابع لدائرة وبلدية عين الترك، ويبعد عن مركز المدينة (وهران وسط) بقرابة الـ 30 دقيقة سير بالسيارة خارج أوقات زحمة السير التي تشهدها الولاية خلال الصائفة ، ويتراوح طوله الساحلي ما بين الـ 500 الى 600 م، تحيطه عشرات السكنات الفردية التي تعود للحقبة الاستعمارية، وعلى الرغم من من قدمها وتآكل جدرانها الخارجية ، إلا انها ترسم صورة بانورامية رائعة لهذا المحيط السياحي الذي يستقطب مئات المصطافين يوميا منذ انطلاق موسم الاصطياف لسنة 2024 ، حيث يعد الوجهة المفضلة للعائلات الوهرانية ، اذ أن غالبية الوافدين من السواح على المدينة لم يكتشفوا موقع هذا الشاطئ الذي يسحر قلوب وافديه بفضل جماله ونظافته ، حيث تحرص على ذلك مصالح البلدية وكذا قاطني السكنات المتواجدة على طول ساحله ، في مقدمتهم "الحاجة " والتي تسكن به لأزيد من 40 سنة وتحرص على تنظيفه ،كما أنها تقدم خدمات نوعية للمصطافين من خلال كراء الطاولات والكراسي بأسعار زهيدة ، الى جانب ذلك تقوم بتحضير الوجبات السريعة من سوندويشات مختلف الأطباق الصيفية والسلطات بأنواعها بأيديها ، كما تحضر حلويات تقليدية تقدمها الى جانب تارموس القهوة أو ابريق الشاي على حسب طلب الزبون هذا الأخير الذي تسعى "الحاجة" جاهدة لخدمته حتى يكون راضيا ويجعل من شاطئ "عين الحامية" ملاد له ولعائلته .
وأنت تجلس على حافة شاطئ "مدريد" ترى صور مختلفة التي تجسد العلاقات الاجتماعية باختلافها، العائلية، الصداقة والجيران الذي يترافقون لقضاء الوقت بهذه المنطقة الساحرة، والذي يطبع الجو ويزيده بهاء هؤلاء الباعة المتجولون الذين يعرضون عدد من المنتوجات الموجهة للاستهلاك مثل "المحاجب" بأسعار تتراوح بين الـ 60دج و 150 دج على حسب الحشوة، حلوة "البيني" بـ 50دج و 100دج، "ليكراب" ما بين الـ 150دج و 300دج،"المبسس" بـ 40 دج للقطعة ، اما الشاي الصحراوي الذي يحضر بأيادي أبناء الجنوب الذي يتوافدون على شواطئ وهران لبيع هذا المشروب الذي يعكس ثقافة المجتمع الصحراوي الأصيل ، والذي يعرض بسعر 50 دج للكوب الواحد ، وتجد أيضا باعة متجولون يبيعون الألعاب لفائدة الأطفال والشباب، والتي تلقى اقبالا واسعا من قبل الاولياء الذين يريدون ادخال الفرحة على أبنائهم بهذه المنتوجات الترفيهية ، كما وجدنا عدد ممن يملكون الأحصنة يزينون تلك الحيوانات الاليفة ويسوقونها للاسترزاق من خلال عرض خدمة التجول على حافة الشاطئ ب 500 دج مقابل 10 دقائق تجوال ،أو يتم عرض فكرة ركوب الخيل أو الجمل بغية التقاط الصور بسعر لا يتجاوز الـ 200دج ، وهذا النشاط يلقى رواجا كبيرا لدى الفئات الشابة الذين يرغبون في التقاط صور جميلة لنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركة أوقاتهم الرائعة مع الأصدقاء والأحباب عبر منصات الفضاء الأزرق.
وهذا الشاطئ يستقبل في الفترات المسائية والليلة العائلات والأصدقاء الراغبين في تنظيم مأدبة عشاء في هواء الطلق، وحفلات شواء وغيرها من نشاطات الترفيه مثل السهر على اللعب على لحوة الشطرنج والسيكلا ....
وللإشارة فان هذا الشاطئ مؤمن من قبل وحدات الشرطة و جهاز حراس الشواطئ التابع مصالح الحماية المدنية والذين يحرسون على سلامة المصطافين، دون أن ننسى وحدات الدرك الوطني التي تضع فرقا خاصة تجوب الشاطئ لتوفير الأمن والأمان .
ورغم كل الجمال الذي يحتويه هذا الفضاء الا أنه يحتاج لبعض الرتوشات المنتظر برمجتها من قبل مصالح بلدية عين الترك، مثل توفير مراحيض عمومية ومرشات في اطار عمليات التحسين الحضري بالكورنيش الغربي .