عاشوراء حكم وأحكام

عاشوراء حكم وأحكام
مجتمع
إن الله اصطفى من خلقه صفايا ، فاصطفى من الناس رسلا وانبياء واصطفى من الرسل والانبياء محمد صلى الله عليه وسلم واصطفى من السنة شهورا واصطفى من الشهور شهر رمضان واصطفى من الليالي ليلة القدر ومن الأيام يوم الجمعة ويوم عرفة ويوم عاشوراء ، ويوم عاشوراء يوم عظمه الله عز وجل وشرفه وأجله حيث إنه يقع في شهر من الأشهر التي حرمها الله وعظمها وهو شهر محرم الذي قال فيه ربنا جل وعلا " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أربعة حرم " الآية قال عليه الصلاة والسلام الاشهر الحرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب الفرد" ومن الاحداث العظام الموافقه لشهر الله الحرام المحرم يوم عاشوراء هذا اليوم الذي وافق فيه نجاة موسى وقومه وهلاك فرعون وقومه فرعون الذي كان يذبح الولدان ويستحي النسوان كان يذبحهم لأنه كان يعلم انه سيخرج منهم من يكون هلاكه على يديه فكان يقتل النساء الحوامل والولدان الرضع لئلا يقع هذا القدر ولكن هيهات فلا يغني حذر من قدر فان القدر يقول ان هذا المولود الذي تحترز منه وقد قتلت بسببه من النفوس ما لا يعد ولا يحصى لا يكون مرباه الا في دارك وعلى فراشك ولا يغذي الا بطعامك وشرابك في منزلك وأنت الذي تتبناه وتربيه وتتعناه ولا تطلع على سر معناه ثم يكون هلاكك في دنياك واخراك على يديه لمخالفتك ما جاء به من الحق المبين وتكذيب ما أوحي اليه لتعلم أنت يا فرعون وسائر الخلق أن رب السماوات والارض هو الفعال لما يريد وأنه هو القوي الشديد ذو الباس العظيم والحول والقوة والمشيه التي لا مرد لها . فولد موسى وتربى وترعرع في بيت فرعون وأكرم بالنبوة والرسالة فدعاه فرعون الى الله عز وجل فقال انا ربكم الاعلى فاغرقه الله واهلكه وجعله عبرة لمن يخشى وأكرم موسى بالنجاة والنصر والتأييد ، فكان يوم عاشوراء يوما علما على النصر المبين وغلبة الحق على الباطل فشرع فيه الصيام شكرا لله على هذا ، وهكذا يتعلم المسلمون من هذا الحدث العظيم القديم الجديد ان النصر من عند الله عز وجل وذلك ببذل أسبابه وأن النصر نعمة ينبغي أن تقابل بالشكر وأعظم الشكر العبادة والعمل الصالح قال ربنا :" اعملوا ال داوود شكر وقليل من عبادي الشكور "اي قليل من عبادي العمال ولذلك شرع للمسلمين صيام يوم عاشوراء عن ابن عباس قال :"قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينه فراى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا ؟ قالوا هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني اسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمره بصيامه وفي روايه أبي موسى قال كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا قال النبي صلى الله عليه وسلم فصوموه انتم فدل هذا الحديث على ان الباعث على صيام يوم عاشوراء هو شكر الله تعالى على نجاة موسى ولهذا حض النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ثم إن صيام عاشوراء فيه من الفضل ما فيه فإن الله عز وجل رتب على من صام هذا اليوم ان يكفر جل جلاله عنه سنة ماضية قال عليه الصلاة والسلام:"صيام يوم عرفة احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعدها وصيام يوم عاشوراء احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله وفي رواية يكفر السنة الماضية:رواه مسلم وابو داوود ويوم عاشوراء كان يوما معظما حتى قبل بعثة النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم قد جاء في حديث عائشه رضي الله عنها قالت:" كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية "رواه البخاري ومسلم قال القرطبي ولعل قريشا كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كابراهيم ،وقال ابن حجر" واما صيام قريش لعاشوراء فلعلهم تلقوه من الشرع السالف ولهذا كانوا يعظمونه بكسوة الكعبة فيه وغير ذلك، وجاء عن عكرمة انه سئل عن ذلك اي عن سبب صيام قريش لعاشوراء في جاهليتهم فقال:" أذنت قريش ذنبا في الجاهلية فعظم في صدورهم فقيل لهم صوموا عاشوراء يكفر ذلك هذا او معناه" وكانت قريش تصوم كما ذكر القرطبي عاشوراء لأنهم كانوا يرونه فعلا من أفعال الخير" وقد جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم في صيام عاشوراء مراتب صيامه فأولاها وأعلاها ان يصوم المسلم التاسع والعاشر لقول ابن عباس" حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وامر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا كان العام المقبل ان شاء الله صمنا اليوم التاسع قال فلم ياتي العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم "رواه مسلم وفي رواية لئن عشت إلى قابل لاصومن التاسع "وهذا فيه استحباب الصيام يوم قبل عاشوراء وهو افضل المراتب لتحقق المخالفة عند صيام عاشوراء وظهورها ظهورا بينا وهو افضل المراتب ولا يختار النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما هو افضل وأكمل وأقرب الى الله عز وجل والمرتبة الثانية في صيام يوم عاشوراء ان يصام يوما بعده لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يوما أو بعده يوما"، ثم تأتي المرتبة الثالثة وهي صيام يوم عاشوراء وحده لعموم الاحاديث المرغبة في صيامه ومما ينبغي التنبيه عليه هو ان صيام يوم عاشوراء وحده مستحب ويجوز ولا يلحق صاحبه اللوم ولا الاثم فيمن ترك صيام يوم قبله أو بعده لأن صيام عاشوراء مستحب والامر بالمخالفة ليست للوجوب لأنه فرع عن الأصل وهو يوم عاشوراء ولهذا ذكر الحافظ ابن حجر مراتب الصيام فقال فصيام عاشوراء على ثلاث مراتب ادناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وفوقه أن يصام التاسع والحادي عشر والله اعلم، و غاية ما يمكن أن نقوله في هذا اليوم الجليل المبارك العظيم الذي هو يوم عاشوراء هو أن يعظمه المسلمون ومن مظاهر التعظيم كما أسلفنا أن يعظم بالصيام وإلا فبذكر الله تبارك وتعالى وقراءة القرآن وفعل الخير، عموما لقول الله تعالى:" وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" وعاشوراء هو مظهر من مظاهر إكرام الله للامة المحمدية ونعمة من بها عليها ، فالمسلمون ما يخرجون من موسم من مواسم الخير إلا ويدخلون في آخر، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذا اليوم علينا وعلى بلدنا الجزائر وعلى الأمتين العربية والإسلامية بعوائد الخير والبر والبركة كما نسال الله سبحانه وتعالى ان لا ينسلخ هذا اليوم الا وقد غفرت فيه ذنوبنا وسترت فيه عيوبنا ومحيت فيه آثامنا ورفعت فيه درجاتنا وضوعفت فيه حسناتنا وكفرت عنا سيئاتنا وحررت فيه ارض فلسطين وحررت فيه ارض فلسطين وحررت فيه ارض فلسطين والحمد لله رب العالمين.

يرجى كتابة : تعليقك