يعيش قطاع غزة كارثة صحية وبيئية غير مسبوقة جراء تدمير العدوان الصهيوني للبنى المدنية التحتية لاسيما محطات معالجة الصرف الصحي, الامر الذي أدى الى انتشار أكثر من 1.7 مليون حالة من الأمراض المعدية المختلفة لاسيما منها التهاب الكبد .
وذكرت السلطات الصحية الفلسطينية أن أكثر من 1.7 مليون حالة من الأمراض المعدية المختلفة تم تسجيلها في غزة منذ بدء العدوان الصهيوني على القطاع في السابع أكتوبر الماضي.
وفيما تدعو المنظمة الاممية الى القضاء على المرض بحلول عام 2030, فان منظمة الصحة العالمية أكدت تفشي التهاب الكبد الوبائي (أ) في الكثير من مدن القطاع, والذي أسفر حتى أوائل جوان الماضي عن تسجيل أكثر من 81 ألفا حالة إصابة باليرقان, وهو أحد الأعراض الرئيسية للمرض وذلك جراء استهلاك المياه الملوثة لتوقف تشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي عن العمل.
ويأتي احياء اليوم العالمي لالتهاب الكبد في 28 جويلية هذه السنة بتأكيد الامم المتحدة على التوعية والتفاعل بين كافة الجهات المهنية المحلية والدولية للقضاء على جميع أنواع التهاب الكبد الفيروسي, وسط تهديد تسارع انتشار مرض التهاب الكبد بقطاع غزة وتقدير الأمم المتحدة أن نحو ثلثي البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي في غزة دمرت في العدوان الصهيوني على القطاع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن معظم المياه الجوفية في غزة كانت ملوثة بمياه الصرف الصحي حتى قبل العدوان ومنها أكثر من 97 بالمئة غير صالحة للشرب.
وأعربت منظمة الصحة العالمية و منظمات الاغاثة عن مخاوفها من انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه مثل التهاب الكبد الوبائي (أ) والكوليرا التي تنتشر في ظل ظروف سيئة التعقيم وكثافة السكان.
وأشارت المنظمة الصحية على عوامل انتشار الامراض في القطاع المرتبطة بمياه الصرف الصحي غير المعالجة ونقص المياه النظيفة وعدم كفاية الغذاء ونقص الأساسيات اللازمة للنظافة الشخصية.
وقالت المدير الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية, الدكتورة حنان بلخي, أن الأزمة الصحية في غزة بلغت مستويات كارثية وتتصاعد وتتفاقم بشكل سريع أيضا في الضفة الغربية المحتلة. وأضافت أن قطاع الرعاية الصحية وحده في غزة يحتاج إلى 80 ألف لتر من الوقود يومياً ليعمل ولم يصل إلى القطاع ما بين 25 إلى 27 جوان سوى حوالي 195 ألف لتر إلى 200 ألف لتر.
وتابعت أن المستشفيات تعاني من نقص الوقود, مما يهدد بتعطيل الخدمات الطبية الحيوية, حيث يموت الجرحى بسبب تأخر سيارات الإسعاف جراء نقص الوقود. كما يؤثر على خدمات المياه والصرف الصحي وجمع النفايات ويسهم بشكل كبير في تفشي الأمراض خاصة المنقولة بالمياه, وأيضا التهاب الكبد والإسهال والأمراض الجلدية.
وأشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في وقت سابق الى أنه يعاني في قطاع غزة نحو 700 ألف شخص من أمراض معدية نتيجة النزوح بينهم حوالي 8 آلاف حالة مصابة بالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي.
وكانت مصادر طبية قد ذكرت أن العديد من المرضى يعانون من مشاكل صحية وسوء تغذية ومرض الكبد الوبائي بسبب تراجع النظافة وتلوث المياه والطعام والاكتظاظ في مراكز الإيواء التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة والتي تسجل يوميا أكثر من 10 حالات اصابة جديدة من جميع الفئات العمرية وهو ما يشكل خطرا كبيرا غير مسبوق على صحة وسلامة الأطفال.
وشددت ذات المصادر على أن مستشفيات القطاع غير قادرة على التعامل مع المصابين بسبب نقص العلاج والمستلزمات الطبية في ظل تدمير العدوان لكل القطاعات الحياتية.
وأفادت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية, مارجريت هاريس, بأن خروج المستشفيات في غزة عن الخدمة بسبب العدوان على القطاع أدى إلى تفاقم انتشار الأمراض, مشيرة الى أن سكان غزة يعانون ظروفا صعبة للغاية نتيجة تلوث المياه وتدمير المرافق الطبية والبنى التحتية.
وتقدر الامم المتحدة عدد الاصابات بمرض التهاب الكبد ب 354 مليون شخص على مستوى العالم لا يزالون يعيشون مع هذه العدوى التي تهدد حياتهم فيما يموت شخص واحد على الأقل بسبب التهاب الكبد الفيروسي كل 30 ثانية.