كانت (تاغيت) تعانقنا..
واحة لوحة ..نخلات ..مياه تنساب سنسبيلا...رمال مصقولة.....ملساء.. صافية......بلورية.....حريرية..مرمرية.... لا تتوقف عن التغنج والإغراء..الهمس والغمز
قال صديقي:
إذا لم نطلع بنصوص جميلة من هنا فيجب تكسير أقلامنا.
أجبت:
ألم تقرأ لكاتب الصحراء إبراهيم الكوني:
)في الصحراء لا يمكن للإنسان إلا أن يكون شاعرا(
، الشعر هنا لغة المجهول الشعر صوت الحوريات ،تمتمة الغيبيات شكوى القبلي سر الترفاس وإيماءة الزهرة في شجرة الرتم...لا يستطيع الصحراوي أن يقهر السراب والتآمر مع الأفق بدون شعر(.
قال صديقي:
ألا تعلم أن معظم مشاهير الرسامين استمدوا روائعهم من الصحراء؟؟
ذكرته بكلمات "روبارت موزيلل" قد كانت الصحراء دائما وطن الرؤى السماوية.
دخلنا الواحة ودخلتنا.
تلمسنا ذرات رمالها ...انبسطنا على فرشها ......عشنا لحظات عشق جميلة وعميقة.
في طريقنا إلى –أدرار-(1) لم تشدني الجمال المختالة، المزهوة بقاماتها الهيفاء..رقابها المديدة.....
ولا الجبال الرعناء الحديدية المتمردة على الحضيض..................
وحده...منظر شجرة فريدة من نوعها شكلا وروحا....شجرة (لما أتوصل إلى معرفتها) وحدها تمتد وحيدة في العراء المطلق
وحدها في الوحدة.....
لا رفيق ولا أنيس..
ظلت الشجرة (التي لا أعرفها) وحيدة......وفريدة..
رأيت الجمال تمشي جماعات ..النخل ينمو واحات..
..وحدها هذه الشجرة تعيش العزلة...
وحدها تقف شامخة في وجه العراء تتحدى الفناء...
وحدها تملأ المكان رمزا لإمكانية الحياة ودليلا لمن تاهوا وظلوا ..
.وحدها شامخة تتغطى بسماء مرشوشة نجوما وتتوسد عراء مفتوحا .
.وحدها تتحدى الزمان ولا تركع للمكان....
... تقاوم العزلة ..الرمضاء...العطش والضماء القاتل..
وحدها تنتصب درسا لاستحالة المستحيل وإمكانية البديل...
قلت لصديقي :
ماذا تعرف عن هذه الشجرة؟؟؟
صمت وتاه ..يكتب قصيدة شعر صحراوية بحجم القمم الخضبة ..البعيدة .والعارية..
قلت :
إذا لم تذكر هذه الشجرة في كتاب سماوي فيجب مراجعة الكل.
تبسم صديقي تبسمت وتابعنا طريقنا نتأمل لوحات الخالق و نعتبر.