بين الوعد و الالتزام و الوصول إلى قطف ثمار الإنجاز ثمّة إرادة سياسية ، عليها إن تتحقّق لكسب الثقة و المرور إلى الشرعية الشعبية و هذا ما تصرّ الجزائر من أجل وصوله وبالتالي تحقيق الحياة الكريمة للشعب و لما لا المرور به إلى الرفاهية و هي التي تتوفّر على كل إمكانيات الوصول فالتقدّم و تجسيد التميّز لتكون بالفعل البلد القارة الذي يضمن الأمن الغذائي كواحد من عناوين السيادة و الاستقلالية . في هذا الشأن يبدو جنوبنا فعلا كبيرا بالمشاريع التي سجّلت له و ترى النور في الأفق القريب .
عقدت الجزائر اتفاقية شراكة مع الصين تتعلق باستغلال خامات حديد منجم غارا جبيلات في ولاية تندوف مع ما يحمله المشروع المنطلِق من تحديات اقتصادية و إستراتيجية فالمنظفة تحوز على أكبر احتياطي للحديد و الفوسفات عبر العالم ، ما يعني تحقيق الاكتفاء و الذهاب نحو التصدير و إمكانية استغلال الحدود القريبة مع موريتانيا من أجل التسويق إلى غرب إفريقيا .
و يستخرج المنجم حين استكماله مليوني طن من خام الحديد سنويا في 2026 قبل الوصول لسعة استخراج سنوية ب50 مليون طن من خام الحديد في 2040 ، ما يعكس النظرة الاستشرافية لضمان مستقبل الأجيال الجزائرية .
و يستطيع المشروع سواء عند بداية تجسيده أو عند دخوله العمل توفير آلاف مناصب الشغل في تندوف مرور بالولايات الصحراوية و صولا إلى المدن الموانئ . و هذا ما يدفع الدولة بل دفعها إلى إطلاق مشاريع البنية التحتية المتمثلة في السكّة الحديدية التي تنطلق من تندوف مرورا ببشار وصول في الغرب إلى وهران و في الشرق إلى جيجل و عنابة .
و بالتالي لن يعود الجنوب الكبير مهملا ينتظر برامج الدعم و المساعدات من صندوق الجماعات المحلية لأنّ المشاريع التي تتجسّد مستقبلا في هذه الربوع باستطاعتها توفير الاكتفاء و امتصاص البطالة و ربط ا نواحي البلاد ، بعضها ببعض ، أضف إلى ذلك انّ الجنوب مصدر الغنى ، بما لديه من مقدرات باطنية و يد عاملة و مصادر ماء و بالتالي يحتاج إلى سياسة رشيدة تضعه على الطريق من خلال برمجة مشاريع عملاقة على غرار مشروع غار جبيلات و منظومة الزراعة و الصناعة في أدرار و مشروع الإنتاج الفلاحي في تيميمون.
و بين الجزائر و إيطاليا سينطلق مشروع بالضخامة نفسها في ولاية تيميمون ، بعد أن وقّعت وزارة الفلاحة والشركة الإيطالية "بونيفيشي" اتفاقية لتجسيد مشروع بقيمة 420 مليون أورو لإنتاج الحبوب و البقوليات و تصنيع العجائن الغذائية و إقامة وحدات تحويلية و صوامع للتخزين ، أضف إلى ذلك النباتات الزيتية مثل الصويا فتأمين إنتاج الزيوت صار حتمية لا مفرّ منها مع نهاية 2025 ، و بالتالي الوصول إلى الاكتفاء وزيادة الصادرات خارج المحروقات مع استحداث 6700 منصب شغل منها 1600 منصب دائم وحوالي 5100 منصب غير دائم ، على مساحة 36 ألف هكتار. و يستعين المشروع أيضا بكميات المياه التي يوفرها الجنوب الجزائري.
و في مجال الشراكة أيضا و دعما للتنمية في الجنوب و تحقيقا لإستراتيجية جعل الصحراء سلة غذاء الجزائريين يظهر في الأفق مشروع هام يتعلّق بشراكة جزائرية قطرية لإنشاء قرية زراعية ضخمة تتكفل بها شركة " بلدنا " القطرية بقيمة مالية وصلت إلى 3.5 مليار دولار في ولاية أدرار ، و هو المشروع الذي يجسّد منظومة زراعية صناعية ، على مساحة 117 ألف هكتار و البرنامج الذي أنجزت دراساته و استكملت بيانات إمكانية تحقيقه قابل للتجسيد لأنه مقام في نفس البيئة الجغرافية و المناخية التي أقيمت فيها المزرعة ذاتها في شمال الدوحة .
و يهتم بتربية كل أنواع المواشي لإنتاج الحليب و الألبان و المشتقات ، و رفع عدد رؤوس الأبقار التي هي حاليا عند حدود المليون فقط و يهدف المشروع إلى خفض فاتورة استيراد مسحوق الحليب الذي صار مكلفا لخزينة البلاد ، فالجزائر مقبلة على تغطية 50 بالمائة من حاجتها الاستهلاكية للحليب و الجزائر التي هي بحاجة إلى 4 مليارات لتر من الحليب سنويا تنتج اليوم محليا 2.5 مليار لتر ، علما أنّ أول ماكينات المشروع تدور بداية من 2026 بـ 200 ألف طن من مسحوق الحليب سنويا .
