الجزائريون يختارون اليوم رئيسهم، بعد 3 أيام من الصمت الانتخابي، و20 يوما من حملة وصفها المحللون والمختصون بالمثالية لما ميّزها من تنافس نزيه ووجيه وهادئ بين المترشحين الثلاثة للرئاسيات، المترشح الحر عبد المجيد تبون ومرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش ومرشح حركة مجتمع السلم حساني الشريف، الذين اجتهدوا هم وممثلوهم في تعبئة شاملة للمواطنين من أجل مشاركة قوية وواسعة، يساهمون من خلالها في صنع القرار الذي يبدأ باختيار رئيس الجمهورية الذي يمثل أهم مؤسسة سيادية في البلاد ..
تشير التوقعات إلى أنّ الجزائريين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة لانتقاء من سيسير البلاد لـ 5 سنوات قادمة وسيبعثون برسائل قوية للعالم مفادها أن الجزائريين يقفون إلى جانب وطنهم ويساهمون في بناء مؤسساته السيادية وكافة مؤسسات الجمهورية.
قناعات أصبحت راسخة لدى كل الجزائريين، وهي تعكس التحول الذي عرفته بلادنا على جميع الأصعدة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا مباشرة بعد الاستحقاق الرئاسي الذي عاشته بلادنا بعد الحراك الشعبي المبارك عام 2019، وهو التحول الذي عرفت فيه الجزائر الكثير من المحاسن والإيجابيات التي طبعت المكاسب والإنجازات التي يأتي اقتراع السابع سبتمبر 2024 ليحافظ عليها ويعزّزها ويضمن استمراريتها ..
بالفعل، أكبر تحدٍّ للجزائريين في هذا السابع من سبتمبر هو المشاركة بقوة لتكميم أفواه المشككين والمتربصين والمتآمرين والحاقدين ..الذين تسابقوا للتهجم على بلادنا، غايتهم التشكيك فيما أقبلت عليه من مسارات وبناء ديمقراطي التف حوله الجزائريون الذين يؤمنون بمستقبل وطنهم ورقيه وازدهاره ..وهو الخطاب الذي اعتمده المترشحون الثلاثة للرئاسيات وممثلوهم الذين رافعوا للمشاركة القوية من أجل الجزائر ووحدتها وأمنها، قبل أن يرافعوا للتصويت على برامجهم ..
وما يبعث على الأمل في تحقيق نسب مشاركة عالية في استحقاق اليوم، هو الصحوة التي رافقت شبابنا بأهمية الموعد الانتخابي، فكانوا طرفا مهما في الحملة الانتخابية عبر كامل التراب الوطني، كما هو الأمر بالنسبة لفواعل المجتمع المدني الذين لم يتوانوا في التحسيس وشحذ الهمم من أجل إنجاح الحدث السياسي البارز الذي نعيشه اليوم، وفي الضوابط التي اعتمدتها السلطة المستقلة للانتخابات الكثير من التطمينات بخصوص نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها ولأنّ الجزائريين لا يستقيلون أبدا، إذا ما تعلق الأمر بالوطن وسيادته، تجدهم كما الجسد الواحد، في الرد على دعاة الفتنة من الحاقدين ..الجزائر قوية وصامدة بشعبٍ كله بطولة وصمود، كما الأمس لما ساهم السلف في صنع التاريخ، ها هو الخلف يرفع التحديات، ويعطي الدروس تلو الدروس في المنافحة عن الوطن والذود عنه ..
...هو الولاء للوطن، الذي يؤمن به الجزائريون، ويراهن عليه السياسيون والمترشحون في أن يرفع من نسبة المشاركة في رئاسيات اليوم، للوقوف حجر عثرة في وجه أصحاب النوايا المبيتة والخبيثة لدحر المخاطر المحدقة بالجزائر ولضمان الاستقرار الذي تحقق في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمضي بقطار النجاح إلى محطات أفضل وأحسن وأجمل ..
مشاركة قوية من أجل جزائر عزيزة ..شامخة ..رائدة ..قوية بنسائها ورجالها، وخيراتها وثرواتها، ومبادئها ومواقفها التابثة والراسخة.. جزائر مهابة دوليا لما لهذه الرئاسيات من أبعاد قارية وإقليمية تفرضها التحديات الغالبة على العالم اليوم ..
الجزائر بشعبها وجيشها، تصنع الحدث، وهبّة الجزائريين اليوم إلى صناديق الاقتراع ستكون من أجل جزائر منتصرة ..عصية على الأعداء ..