كشف تقرير أعده المكتب الفلسطيني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان, إن نشاطات الاحتلال الاستعمارية تضاعفت في ظروف الحرب, محذرا من أن التمدد الاستعماري في الضفة الغربية يهدد مواقع التراث الفلسطينية المدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية.
وأضاف المكتب في تقرير الاستيطان الأسبوعي الصادر, اليوم السبت, أن إقامة البؤرة الاستعمارية الجديدة "ناحال حيليتس" على أراضي قرية بتير في محافظة بيت لحم, والتي أعلن عنها الاحتلال مطلع الشهر الجاري, ليست مصدر القلق الوحيد للمواطنين, فسريعا ما باتت هذه المستعمرة التي يجري التخطيط لبنائها بجوار القرية مصدر قلق أكبر, حيث تخرق القيود المفروضة عليها في إطار قوانين حماية
مواقع التراث العالمية.
وبهذا الصدد, يكمن الخطر في كونها تقع داخل منطقة بتير المحمية من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو", وهي واحدة من المواقع الأربعة المدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية, في الضفة الغربية المحتلة, والتي يؤمن لها إدراجها على هذه القائمة مساعدة فنية وقانونية ومادية لحفظها من أي خطر.
وأشار التقرير إلى أن "حيليتس" هذه هي واحدة من خمس مستعمرات في عمق الضفة الغربية, وافق عليها الاحتلال في 27 يونيو الماضي, والذي يهدف من خلالها ربط مدينة القدس ومستعمراتها بمجمع مستعمرات "غوش عتصيون", الأمر الذي يعني عزل بتير بتراثها الحضاري, والقرى الفلسطينية المجاورة عن مدينة بيت لحم, وبقية الضفة الغربية المحتلة, في خرق واضح للميثاق العالمي للحفاظ على مواقع التراث العالمية, الذي وقّعت عليه الكيان الصهيوني في عام 1999 وانسحبت منه بعد سبع سنوات, كردة فعل على مواقف المنظمة الأممية من عضوية فلسطين في المنظمة ودفاعها, وفق القوانين الدولية وإلتزاماتها, عن مواقع التراث الفلسطينية المهددة بالخطر.
وتعتبر مدرجات بتير الزراعية المدعومة بجدران من الحجارة وبرك ري قديمة تجمع المياه المتدفقة من الينابيع, وفيها قنوات ري قديمة يعود عمرها لأكثر من 2000 عام, ما أكسبها امتياز إدراجها على قائمة التراث العالمي في عام 2014.
وأوضح التقرير أنه من أجل بناء تلك المستعمرة نشرت سلطات الاحتلال خارطة للمنطقة (تقريبا 600 دونم), وخصصتها لإقامتها داخل حدود "غوش عصيون", ويأتي ذلك في إطار بناء المستعمرات الأربع الأخرى التي صادقت عليها سلطات الاحتلال منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023, وما رافق ذلك من بناء أكثر من 8 آلاف وحدة استعمارية في مستعمرات قائمة على منطقة تبلغ مساحتها 24 ألف دونم كانت سلطات الاحتلال قد صنفتها أراضي دولة.
ونوه التقرير, إلى أن هذه المستعمرة الجديدة, التي يجري التخطيط لبنائها تقع في مواقع تراث فلسطينية, وهي واحدة من 5 مستعمرات وافق الاحتلال قبل شهرين على إقامتها بالضفة الغربية, ردا حسب زعمها, على توجه الجانب الفلسطيني إلى المحافل الدولية ضد دولة الاحتلال, ور
دا على اعتراف كل من النرويج وإسبانيا وإيرلندا في أيار الماضي, وبعدها بشهر سلوفينيا وأرمينيا بدولة فلسطين.
وحسب التقرير, ففي الوقت التي أعلنت فيه لجنة التراث العالمي التابعة "لليونيسكو"، في يوليو من عام 2021, ثلاثة قرارات هامة بخصوص حالة الحفاظ على المواقع الفلسطينية المدرجة في قائمة التراث العالمي تحت الخطر, والتي تشمل :
مدينة القدس القديمة وأسوارها, وموقع فلسطين أرض الزيتون والعنب: المشهد
الثقافي لمدرجات جنوب القدس- بتير, والخليل- البلدة القديمة, بدأ استهداف المستعمرين الفعلي للمنطقة.
هذه الاستيلاءات لأغراض عسكرية لها معنى واحد وهو فرض طوق حماية أمنية على مستعمرة ينطلق منها الإرهاب ضد بلدات وقرى جنوب مدينة نابلس، ومنها انطلق الإرهابيون في ليلة "الكريستال" في حوارة في مارس من العام الماضي, وهو طوق أمني يمنع أصحاب الأراضي من الوصول إلى أراضيهم بفعل الوجود الدائم لقوات الاحتلال.