احتفلنا الجمعة باليوم الوطني للكشاف المصادف ل 27 ماي من كل عام ، و هو إحياء لذكرى استشهاد القائد البطل الشهيد محمد بوراس الذي اعدمته سلطات الاحتلال الفرنسي الغاشم عام 1941 نظرا لأنه صار يشكل خطورة على كيان المحتل الغاصب و وجوده بتحركه في مجال الاعداد للمواجهة العسكرية؛ بعدما اشتغل لسنوات في إعداد الفتية و الشباب على حب الوطن و المحافظة على الهوية الوطنية و الإعداد لجيل التحرير.
تعتبر الحركة الكشفية من أحسن المدارس التربوية التي يمكن أن ينتسب لها الأطفال لتلقي برامج تكميلية متنوعة تعمل على الارتقاء بمختلف جوانب شخصيتهم وإعدادهم ليكونوا مواطنين صالحين لأنفسهم ولوطنهم، وذلك بالاعتماد على طريقة رائعة تجمع بين النشاطات الرياضية و الرحلات و المخيمات الخلوية في أحضان الطبيعة و الأنشطة العلمية و الثقافية و البيئية و الفنية في إطار عمل مجموعات صغيرة تساعد على ممارسة القيادة و تحسين مهارات الاتصال و الحوار و المبادرة و التعبير عن المواهب و الهوايات بشكل ممتاز..
و هي الأشياء التي يحتاجها أبناؤنا و تساعدهم في مرحلة تشكل شخصيتهم الأساسية و بناء منظومة القيم الخاصة بهم و المنسجمة مع مجتمعهم و قيمه و تطلعاته العامة.
و من أهم الأسس التي يتربى عليها الأطفال في هذه المدرسة هي مفهوم الواجب؛ بداية بالواجب نحو الله ثم الواجب نحو الوطن و المجتمع و الواجب نحو الذات.
فينشأ الأولاد واعين بأهمية الإخلاص لله تعالى و استشعار رقابته و معيته؛ و هو الضامن الوحيد للوقاية من الغش و الخداع و الفساد و الدافع إلى الاتقان في العمل و القيام بالمطلوب على أكمل وجه.
كما ينشؤون على احترام الغير و حب الوطن و الدفاع عنه و عن قيمه و ثوابته و الحفاظ على مقدراته و امكانياته و التعاون مع الجميع لما فيه خير البلاد و العباد و الحفاظ على البيئة و المحيط و كل ما من شأنه أن يحقق المصلحة العامة للوطن.
كما يتعلمون أهمية الاعتناء بالنفس و حسن إدارة الذات و التخطيط للحياة و ترتيب الأولويات و التوازن و التكامل بين مختلف جوانب الشخصية و عدم الانجرار وراء رفقة السوء أو تضييع الأوقات و الصحة في ملهيات و مشتتات لا طائل منها و لا فائدة..
يخرج الكشاف من جدران البيوت و الأقسام و المقرات إلى الميدان، فيعيش التجربة و المغامرة و يتعلم بالممارسة، كما يبني علاقات أخوة و صداقة تدوم لعقود طويلة من الزمن.
و على درب الشهداء و المجاهدين و العلماء و المصلحين، يواصل الكشافون حمل الراية عالية في السماء و عميقا في قلوبهم ، مقتدين بالأبطال و الرموز ، بإحياء ذكراهم و مستلهمين من صفاتهم و سيرتهم و مخلدين لأسمائهم باطلاقها على الافواج و الفرق و المجموعات و المخيمات. .فيبقون أحياء في النفوس، جيلا بعد جيل.
ليست الكشفية هي المتاح الوحيد أمام الأولياء لفائدة أبنائهم، بل هناك الكثير من الجمعيات و المنظمات و النوادي و المراكز التي تعرض خدمات متنوعة من نشاطات تعليمية وترفيهية و تثقيفية و رياضية...
المهم أن لا نقع في فخ الفراغ خلال العطلة، فيصبح الملجأ الطبيعي هو شاشات التلفاز و الهواتف والابحار في الفضاء الافتراضي بما فيه من العاب و أفلام و فديوهات و دردشات لا تخلو كلها من مشاكل و سلبيات يصعب بعدها معالجة آثارها السلبية.
و الأهم هو أن يستشعر الأولياء أن دورهم الحقيقي هو تدريب أبنائهم على مهارات الحياة و الاعتماد على أنفسهم و حسن اتخاذ القرارات المرتبطة بحياتهم و مستقبلهم ...و ليس فقط الحصول على شهاداتهم المدرسية .
تحية لأبناء الكشفية عبر الأفواج و الولايات و الأجيال...و رحم الله شهداءنا الأبرار
منشور في المستوى ربي يبارك فيك أساتذنا