أكد الأستاذ الجامعي ، ديـــن سايح المحاضر بالمركز الجامعي " المجاهد نور البشير بالبيض، تخصص تاريخ إسلامي وسيط بمعهد العلوم الاجتماعية والإنسانية، أكد أن طبائع الاستعمار لا تتغير، حيث تَمُـرّ هذه السنة الذكرى الثالثة والستون(63 سنة) على إحدى المجازر المروعة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين بالمهجر في فرنسا، ولا يزال يتنصل من مسؤوليته التاريخية اتجاهها . إنها مجازر 17 من أكتوبر سنة 1961، التي راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد في ليلة واحدة، قـتلوا بالرصاص الحيّ، وتم رميهم مكبلي الأيدي بأصفاد الشرطة الفرنسية " بنهر السّين ، لمجرد خروجهم في مظاهرات سلمية، رافضين التعليمات العنصرية، التي أصدرها محافظ الشرطة بباريس، موريس بابون، كما اعتقل في خضم هذه الأحداث 11560 مناضـلاً جزائريا، حسب شهادة المجاهد، علي هارون، أحد أعضاء فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، إن العنف الذي واجه به الاستعمار الفرنسي المتظاهرين السلميين الجزائريين - من خلال هذه الأحداث وغيرها ـ دليل واضح على فشل سياساته الرامية إلى إخماد الثورة الجزائرية، كما أن شراسة المُسْتَعْمِر في مواجهة أصحاب الحق المشروع، دليل على انحطاط سُلم القيم في شخصية المُسْتَعْمِر، الذي تنكر لقيم العدل والمساواة والأخوة الإنسانية، التي لطالما حملها كشعار لهويته، ولا شك أن ما يحدث الآن من جرائم في حق إخواننا في فلسطين على أيدي الصهاينة، ما هو إلاّ استنساخ لتلك التجربة، في أسوأ حالاتها، وهذا لا يعفـيـنا من واجب نصرتهم، وفاءً لعهد الشهداء، وللقيم الإنسانية التي هي أساس هويتنا.
ويعتبر يوم17 أكتوبر 1961 من أهم الأحداث التاريخية النضالية التي عاشها وعايشها الشعب الجزائري في المهجر لأجل الاستقلال .. محطة توثق وتخلّد مجازر المستعمر الفرنسي قبل 63 سنة ما اقترفه من ممارسات إجرامية في مواجهة تضحيات الجزائريين في باريس..لم تنس الأجيال الجزائرية المتعاقبة أفعال وجرائم المستعمر الفرنسي الغاشم ، اعتبارا من 1830 إلى غاية افـتكاك السيادة الوطنية، عام 1962 ، فـتوارثت ما عايشه الآباء والأجداد، ووثقـته الأيادي الأمينة على الذاكرة التاريخية في سجلات الخلود، لتبقى صفحات ناصعة، تعكس حجم التضحيات، خلال المقاومات الشعبية، وثورة سيّد الشهور نوفمبر، ولـتدعوا كافة الفئات للمحافظة على الذاكرة الوطنية، كما أرادها الشهداء والمخلصون.