الصمت أبلغ رد على السفاهة

تحاليل الجمهورية
و عندما نسمع السفير الفرنسي السابق في الجزائر كزافييه دريانكور يروج الأكاذيب حول الجزائر على حسابه في منصة "اكس" زاعما أن السلطات الجزائرية اتخذت تدابير تقييدية للتجارة مع فرنسا ينبغي ألا نستغرب , ما دام هذا الأخير من ورثة سياسة اليمين الفرنسي المتطرف في كل شيء بما في ذلك الكذب والذي اتخذ دائما من قضايا الهجرة والهوية و الإسلاموفوبيا , حصان طروادة للبقاء على سطح الأحداث الجارية في مجتمعه . غير أن هذا التيار السياسي و نظيره اليمين الفرنسي , سرعان ما يصطدمان بالفشل الذريع لتعمدهم الكذب الصريح , الذي تعودت السلطات الجزائرية السابقة تجاهله على خلاف السلطات الحالية التي تقف عند مشارف الرد الدبلوماسي كذلك الذي نقلته برقية لوكالة الأنباء الجزائرية على "السفير الذي أخل بقواعد وظيفة مهمتها خدمة المصالح الدبلوماسية , لا مصالح لوبيات عنصرية".. و تلخص رد الجزائر على ادعاءات "دريانكور" في فقرة مختصرة نصها :" "على إثر الادعاءات الكاذبة التي روج لها السفير الفرنسي السابق بالجزائر في جنونه المعتاد ضد الجزائر، فيما يتعلق بالتدابير التقييدية المزعومة للتجارة الخارجية، يود المكتب الإعلامي لدى الوزير الأول أن ينفي نفيا قاطعا هذه المعلومات التي لا أساس لها على الإطلاق من الصحة". لا شك أن السفير الذي تخلى عمدا مع الإصرار و سبق التكرار عن أعراف المعاملات الدبلوماسية لم يعد "سفيرا" بعدما استبدل راء السفارة بهاء السفاهة من خلال اعتياده على اللعب على أوتار التاريخ الحساسة , و هو يدرك جيدا الفرق الواسع بين تاريخ "فرنسي" , سُداهُ و لُحْمَتُه جرائم حرب و إبادات جماعية و استرقاق للشعوب و اغتصاب لخيراتها ...و بين "تاريخ" جزائري كله ملاحم بطولية و نضال من أجل الحرية و الكرامة . و شتان بين تاريخ ليس سوى عصارة شائعات ,و بين تاريخ كان وسيبقى عصارات تضحيات و انتصارات على قوى الظلم والطغيان. و إذا كان كزافييه دريانكور يعتقد بأن اتفاقيات إيفيان قد طال عليها الأمد , فهو يعرف دون شك , أنها لا تؤرخ لبداية هجرة الجزائريين (قسريا) إلى فرنسا , و بالتالي عليه أن يدفع مؤشر المراجعة التاريخية التي يقترحها العنصريون أمثاله إلى أبعد من 1968 ,و بالضبط إلى 9 مارس 1831 تاريخ إنشاء اللفيف الأجنبي الفرنسي , الذي أتاح للكثير "من غير الغولوا" من اكتساب الجنسية الفرنسية . و بعد, ألا يوجد في فرنسا رجل رشيد, يقنع دريانكور هذا بأنه, كلما تهجم على الجزائر , كلما برهن للعالم أنه مجرد عنصري متطرف , و سيبقى كذلك, ولو نجح في إقناع الفرنسيين بمراجعة كافة الاتفاقيات و المواثيق التي أبرمتها فرنسا مع دول العالم , وليس مع الجزائر فقط . تماما مثل عجزه عن إقناع الناس, بأنه مجرد "عميل" غير مأجور لنظام المخزن المغربي ضمن صفقة العشر ملايير يورو التي انتزعها الرئيس الفرنسي من الرجل المريض في النظام المغربي مقابل ارض لا يملكاها سوية .ويبقى الصمت أبلغ رد على السفاهة .

يرجى كتابة : تعليقك