كشفت مصادر طبية مطلعة من مصلحتي الإستعجالات الطبية والجراحية بكل من مستشفى الدكتور بن زرجب الجامعي والمؤسسة الإستشفائية الجامعية أول نوفمبر بوهران، أنهم إستقبلوا خلال السنوات الثلاث الأخيرة نحو 2500 عامل لتلقي العلاج، وهذا جراء وقوعهم ضحايا لحوادث مهنية بمختلف أنواعها، بمناطق صناعية وورشات بناء متوزعة عبر الولاية، وأصيبوا بجروح وكسور في أنحاء متعددة من أجسادهم، فتم إخضاعهم للعلاج ووضعهم تحت ظروف العناية الصحية اللازمة.
من بين هؤلاء لقي 10 أشخاص حتفهم، من بينهم 3 رعايا صينيين وأخرى سورية لفظوا أنفاسهم الأخيرة متأثرين بالإصابات الخطيرة التي تعرضوا لها في ورشات العمل بمختلف أنواعها، علما أن المصالح المذكورة تستقبل يوميا حسب ذات المصدر ما بين 3إلى 4 حالات لضحايا الحوادث المهنية، يتم تحويلهم من مختلف المؤسسات الناشطة بإقليم الولاية، حيث يتكفل يتكفل بهم الطاقم الطبي المناوب، وذلك بتقديم الإسعافات اللازمة على حسب نوع الحدث المهني، فمنهم حسب مصادرنا الطبية من وقعوا ضحايا لحروق من درجات متفاوتة الخطورة والدرجة، داخل مقرات عملهم بالمدينة وبمناطق النشاط الصناعي بالضواحي، وذلك في ورشات منها ماهي مختصة في صناعة المواد الكيميائية والتلحيم وغيرها، حيث إستقبلت مصلحة الإستعجالات الطبية والجراحية بمستشفى الدكتور بن و زرجب في هذا الصدد نحو 15 حالة مرضية من هذا النوع،، يعانون من حروق نتيجة تطاير الشظايا، أو لإستنشاقهم مواد كيميائية، منها غازات سامة بسبب عدم وضع الأقنعة ووسائل الأمن والسلامة، علما أنه كثيرا ما تكشف التحريات أن السبب في هذه الحوادث يعود لتهاون أرباب الأعمال في توفير وسائل الوقاية، لكن في حالات أخرى يكون سببها عدم تقيد الضحايا بها، وعدم حرصهم أيضا على الإلتزام بشروط الوقاية، كنزع الواقيات عند التلحيم مما يصيبهم بالشظايا أو الكمامات لتفادي إستنشاق المواد السامة، مما يدفعهم للوقوع في مثل هذه الحوادث.
وتضيف مصادرنا أنه خلال ذات الفترة تم تحويل نحو 400 عامل على مصلحة الإستعجالات الجراحية والطبية بوهران، جلهم من البنائين الذين يعملون في ورشات البناء الناشطة بإقليم الولاية، نتيجه تعرضهم لحوادث سقوط من أعلى البنايات طور الإنجاز، حيث لقي من هؤلاء المصابين 11عاملا حتفه، من بينهم رعية تركي وأخرى صينية، بالإضافة إلى الحادث الأليم الذي وقع في الفترة الأخيرة وإهتز له سكان مدينة وهران، والذي راح ضحيته 4 شبان من بينهم رعية سورية، سقطوا ضحايا خلال حادث مهني، وهم بصدد رفع مواد البناء عبر مصعد ميكانيكي ببناية طور الإنجاز بحي ميرامار، وأدى سقوطه إلى وفاتهم في عين المكان، وإصابة مرافقهم وهو رعية إفريقية بجروح متفاوتة الخطورة.
كما أنه وخلال ذات الفترة تم تحويل 5 عمال عقب تعرضهم لحادث سقوط قضيب حديدي عليهم من أعلى ورشة بالمنطقة الصناعية حاسي عامر، إلى جانب تسجيل حوادث سقوط في أوساط شريحة الحمالين بميناء وهران، حيث أنه وبحسب ذات المصادر فإنه يتم شهريا تحويل ما بين 15إلى 30 شخصا يعانون من كسور وكدمات في أنحاء متعددة من أجسادهم، أين يتكفل الطاقم الطبي بتقديم الإسعافات الأولية لهم، حيث أن أغلبية الضحايا المحولين للمصلحة من الرعايا الأفارقة .