تبذل الدول المشاركة في فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب29) في العاصمة الأذربيجانية (باكو) جهودا حثيثة لإيجاد حلول مناخية عاجلة من أجل مواجهة تغير المناخ وتحقيق الاستدامة وحماية
المجتمعات الضعيفة التي باتت عاجزة عن مجابهة آثار الاحتباس الحراري.
ويسعى ممثلو حوالي 200 دولة إلى تقييم التقدم المحرز عالميا في مكافحة التغير
المناخي وتحديد أولويات المرحلة المقبلة في مواجهة التحديات البيئية.
وتتعهد الحكومات بشكل متزايد بالتحول نحو اقتصادات خالية من الكربون في غضون
السنوات العشر إلى الثلاثين المقبلة. ومع استقرار الانبعاثات في أوروبا
والأمريكيتين فإنها شهدت ارتفاعا في آسيا وإفريقيا, حيث عرفت البلدان في آسيا
نموا سكانيا هائلا على مدى العقود الماضية وهذا ما يؤدي أيضا إلى زيادة
استهلاك الموارد.
ويشهد المؤتمر, التي ستستمر أشغاله إلى غاية يوم 22 نوفمبر الجاري, نقاشات تضم مسؤولين دوليين ومنظمات ومؤسسات دولية وخبراء في البيئة والمناخ, حول مجموعة من المواضيع تشمل الأمن المائي والغذائي ودور التكنولوجيا الرقمية في تعزيز الاستدامة ودعم السياحة المستدامة.
ويعتبر هذا اللقاء لحظة مهمة للدول لتقديم خطط عملها الوطنية المحدثة بشأن المناخ, بموجب اتفاق باريس, والتي من المقرر أن تكون بحلول أوائل عام 2025. وإذا نفذت هذه الخطط بشكل صحيح فإنها ستمنع درجة الحرارة العالمية من تجاوز 5ر1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة وستضاف كخطط استثمارية تعزز أهداف التنمية المستدامة.
وفي هذا الإطار, دعت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية
سيليستى ساولو, إلى زيادة الدعم المقدم للتكيف مع تغير المناخ من خلال خدمات المعلومات المناخية ومبادرة الانذار المبكر للجميع.
وذكرت ذات المتحدثة أن "الأمطار والفيضانات التي حطمت الأرقام القياسية والأعاصير المدارية التي تتزايد شدتها بسرعة والحرارة والجفاف وحرائق الغابات التي شهدناها في أجزاء مختلفة من العالم هذا العام هي واقعنا الجديد ونذير بما سيكون عليه مستقبلنا".
من ناحيته, أكد الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ, سيمون ستيل, أن أزمة المناخ تؤثر على الجميع, منوها بضرورة التمويل الملحة.
وشدد على أهمية تحديد هدف جديد وطموح للتمويل المناخي ليحل محل التعهد السابق بقيمة 100مليار دولار الذي تم تحديده في 2009 وينتهي في نهاية هذا العام.
== دعوة عاجلة للتحرك قبل فوات الأوان ==
حذر الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, من أن أزمة المناخ أصبحت
واقعا ملومسا, مطالبا بالتحرك السريع لمواجهة الكوارث الجوية التي يشهدها العالم.
وأبرز أن "هذه الكوارث تشكل مأساة إنسانية تهدد صحة الناس وتزيد التفاوت بين الدول وتؤثر سلبا على التنمية المستدامة و تزعزع السلام في العديد من المناطق".
وقال في هذا السياق: "يجب على كوب 29 أن يهدم الحواجز أمام تمويل المناخ ولا يتعين على الدول النامية أن تغادر باكو صفر اليدين, بل لابد من التوصل إلى حل كوننا في أمس الحاجة إلى هدف تمويلي جديد يلبي احتياجات اللحظة الراهنة".
وأضاف" ليس هناك وقت نضيعه في تمويل المناخ بل يتعين على العالم دفع المال وإلا ستدفع البشرية الثمن".
من جهته حث برنامج الأمم المتحدة للبيئة, كافة البلدان على تقديم التزامات جوهرية في قمة باكو وما بعدها بما في ذلك زيادة التمويل وتحويل طبيعة تمويل التكيف من المبادرات قصيرة الأجل إلى استثمارات استراتيجية استباقية.
كما اقترح البرنامج, مجموعة من العوامل التمكينية التي من شأنها أن تفتح الأبواب أمام تمويل القطاعين العام والخاص مثل إنشاء صناديق تمويل ومرافق والتخطيط الكمالي والمناخي, مع وضع علامات على ميزانيات المناخ وتخطيط استثمارات التكيف.
يذكر أن المؤتمر يركز على عدة محاور رئيسية, أبرزها تعزيز تمويل المناخ لدعم البلدان النامية في جهود التكيف مع تغير المناخ والحد من تأثيراته السلبية, كما يشمل مفاوضات حول تمويل صندوق "الخسائر والأضرار" لدعم الدول التي تضررت بشكل خاص من الكوارث المناخية, ويهدف إلى توجيه مليارات الدولارات نحو مشاريع الطاقة النظيفة وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
ومن ضمن الأولويات المطروحة على جدول الأعمال, الالتزام بتقليل الاحتباس الحراري إلى 5ر1 درجة مئوية ومراجعة المساهمات المحددة وطنيا بحلول عام 2025, بهدف وضع أهداف أكثر طموحا لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030, بالإضافة إلى توزيع التمويلات المناخية وتحديد الهدف الكمي ال
جديد للتمويل المناخي لمواجهة التغييرات المناخية.