لا تفارق روح التطوع مقر الهلال الأحمر الجزائري بوهران ولا تغيب عنه صور التضامن و التآزر التي يصنعها يوميا المتطوعون الوافدون على المكتب الولائي ،في مظاهر تجسدها مبادرات إنسانية تحمل أسمى معاني التكافل الاجتماعي بلمسة جزائرية أصلية متكاملة الأبعاد .
نشاط متواصل وهمّة بتركيز عالٍ يتخللان يوميات الهلال الأحمر الجزائري مكتب وهران بمنحنى تصاعدي لا يعرف التوقف ولا التراجع مؤمنا أفراده بأن الواجب الإنساني قبل الجميع ،وتقديم يد العون للآخرين مهمة لا تتقيّد بالزمان والمكان ،ولا تنحصر بالطابع المناسباتي ، ماداموا يمثلون جهاز يحمل شارة التطوع ويسعى إلى دعم فئات هي في أمس الحاجة له .
كالعادة وكما عودنا الهلال الأحمر الجزائري على الاستمرارية دائما وهو يحتفل باليوم العالمي للتطوع المصادف للخامس من شهر ديسمبر من كل سنة ، يظل المكتب يستقطب اهتمام المتطوعين من فئات عمرية مختلفة ممن اختاروا طريق العمل الإنساني بأوجهه المختلفة لرسم البسمة على الوجوه المحرومة على حساب أولويات أخرى و ممن فضلوا خوض تجربة جديدة قد تكون نافدة النجدة والإسعاف للطرف الأخر عبر جسر الهلال .
رجال ونساء طلّقوا كل شيء في سبيل خدمة الآخرين ،سلكوا طريق التطوع بلا رجعة وغرسوا هذه القيم الإنسانية في الشباب لضمان الاستمرارية من باب ثقافة وروح التطوع ومن باب الالتزام بمساعدة الآخرين ليكونوا مثالا حيا يقتدى به في الحياة ،والصورة هنا أكبر من أي تعليق وثقها منخرطو الهلال الأحمر الجزائري بصفة عفوية ،وهم يؤطرون دورة تكوينية في الإسعافات الأولية لفائدة المواطنين الذين أبدعوا استعدادهم لتعلم آليات الإنقاذ والتدخل على يد الهلال يساهمون بدورهم في غوث كل من يستنجد بهم ويشاركون في إزالة الخطر المحدق بكل احترافية ، خاصة أن الجزائري معروف بتكافله وتضامنه ولا يبخل ولا يتجاهل نداء العون والتصدي .