تمر اليوم الاربعاء الذكرى 62 على استشهاد مريم بوعتورة، احدى ايقونات الجزائر التي استشهدت في عمر الزّهور. والشهيدة من مواليد 17 جانفي 1938 بنقاوس، بولاية باتنة في الأوراس، معقل المقاومة ضد المستعمر، حسب المعلومات المستقاة من مصالح مديرية المجاهدين بوهران، كانت تلقب باسمها الثوري بـ "ياسمينة"، اختارت الالتحاق بالمقاومة في 19 ماي 1956 استجابت كغيرها من الطلبة الجزائريين إلى نداء جبهة التحرير الوطني للقيام و المشاركة في إضراب الطلبة و مغادرة مقاعد الدراسة، والالتحاق بصفوف المجاهدين بالولاية الثانية "الشمال القسنطيني" بمنطقة وادي الزهور وهي لم تتجاوز سن 18 عاما، فلقد كان والدها تاجرا غنيا وكل شيء متوفر لها لكنها فضلت تلبية نداء الوطن حيث كانت تعالج المرضى، وتضمد الجرحى إلى جانب الأخوين المجاهدين الدكتور الأمين خان والممرض عبد القدر بوشريط، وعدد من الأخوات المجاهدات، وهناك في وادي الزهور أخذت دروس التمريض والإرشاد والتوجيه من قبل الدكتور خان وغيره وبعد تعلمها للمهنة أسندت لها مهمة التمريض وأثناء ذلك أصبحت مسؤولة عن مستشفى يستقبل الجرحى و المعطوبين من أفراد جيش التحرير الوطني بناحية القل المنطقة الثالثة.
ثم طلبت الشهيدة من القيادة حمل السلاح و الدخول إلى مدينة قسنطينة رفقة المجاهدين للمشاركة في العمليات القتالية بمدينة قسنطينة ضد الجيش الفرنسي فأسندت لها مسؤولية ناحية بالمدينة، ابتداءً من سنة 1960 حيث أخذت على عاتقها تنفيذ العديد من العمليات الفدائية والتفجيرات التي كشفت عندها روح التضحية التي لا تدع أي مجال للشك، ومميزات مكافحة جريئة.
آخر عملية قامت بها إلى جانب رفيقها سليمان داودي المدعو بوعلام حملاوي للتخلص من خائن رفقة فدائيّيْن اثنين باءت بالفشل، تمّ التبليغ عنها واكتُشفت مع داودي في منزل بقسنطينة. حاصرها الجيش الفرنسي وتم تفجير المبنى بالديناميت، فأصيبت مريم بوعتورة بجروح بليغة سقطت على إثرها شهيدة رفقة حملاوي وأسر اثنان من المجاهدين في هذه المعركة وكان ذلك يوم 08 جوان 1960.