المجاهد المرحوم أحمد بوعياد أغا المدعو " بابا قدور" من أبطال الثورة المجيدة و قاهري خط موريس بالجهة الغربية للحدود الجزائرية، فكان من مؤطري الجنود الذين تدربوا على يديه في قطع الأسلاك الكهربائية و المرور عبرها الى الضفة الأخرى و تهريب الأسلحة لداخل الجزائر .
زارتنا ابنته الحاجة فاطمة بوعياد أغا الى مقر الجريدة حاملة معها العديد من صور والدها رحمه الله ووثائق عن نضالاته من اجل تعرف الجيل الجديد بأبطال الثورة الجزائرية .
المجاهد المرحوم أحمد بوعياد أغا من مواليد 27 فيفري 1908 بتلمسان وأعترف له بصفته العضوية في جيش التحرير الوطني من 1956 الى 1962 من طرف اللجنة في 26 افريل 1968 بوهران حسب شهادة عضوية جيش التحرير الوطني بعد معاناته بمرض عضال توفي في 26 فيفري 1965 بوهران
حسب شهادة ابنته الحاجة فاطمة، فإن والدها كان قائد من قادة الثوار في الولاية الخامسة التاريخية بتلمسان ، فأنا من مواليد 1944 وعندما التحق والدي بصفوف جيش التحرير في سنة 1956، كان عمري 12 سنة ، وكنت أعلم بنضاله لأنني وأنا صغيرة، كان يبعثني عند جارنا الصيدلي حساين بتلمسان، وكان يطلب مني أن أتي بعلب الدواء من عنده وكنت أتي بها الى البيت، فيقوم هو بدوره بحملها و يخبأها بين طيات لباسه التقليدي " الجلابة " ويخرج بها ، وكنت لا أسأل عن أي شيء، لكن كنت أعلم أنه يعمل مع الجبهة إلا أن غادرنا ولم أسمع عنه أي خبر إلا غاية فجر الحرية .
ووالدي سي أحمد، كانت عنده ورشة نجارة في سيدي شاكر بتلمسان وكان يدرك أنه لن يعمل بها ، فخبأ جميع آلات النجارة عند صديقه، و تفرغ للثورة التحريرية. وزوجي رحمه الله المجاهد عبد الرزاق حربيت الذي كان جارنا، اخبرني بعد زواجنا بعد الاستقلال أنه في أحد الأيام تشاجر مع أهله، فضربه أبي على وجه، وقال له عوض أن تصرخ في وجه أهلك، فإن الأجدر بك أن تحارب فرنسا، فطلب منه كيفية ذلك، والتحق بصفوف الجيش مع والدي.
علمت من والدي بعد الاستقلال وهذه شهادته عن نضاله في جيش التحرير، أنه كان يجمع الأموال و التبرعات ويجمع المسبلين للالتحاق بالثورة التحريرية في مسجد القديم بعين الحوت، ليهرب بعد وشاية ويلتحق بصفوف الجيش بالجبل، وكان يقوم بمداواة الجرحى من الجنود في الجبل .
بعد ذلك تخصص في تدريب الجنود على قطع الأسلاك الكهربائية، وكان عنده عصا يقوم من خلالها بتفكيك القنابل الموجودة على خط موريس وهذه العصا وكل الوثائق الهامة التي تخصه موجودة حاليا في متحف المجاهد بالعاصمة، وكان عنده بطاقة موقعة من قبل القيادة الرئيسية لجيش التحرير الوطني مكلف فيها بخط موريس.
أتمنى تقول الحاجة فاطمة أن يكتب تاريخ والدي و يبقى قدوة للأجيال الصاعدة في حب الوطن و التضحية من أجله و المجد و الخلود لمجاهدي و شهداء هذا الوطن .