يواصل المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية تنشيط سهرات طبعته ال15 تحت شعار « ثراتنا هويتنا» أين كان الجمهور الوهراني اليوم الأربعاء على موعد مع أمسية موسيقية بإمتياز إرتفع فيها صوت الرباب و البندير ليدوي بقاعة سينما المغرب التي إحتضنت الحدث أين أبدعت فرق المداحات للشيختين «وردة و يسمينة » في تقديم باقة منوعة من الأغاني و المدائح المخصصة لهذا النوع الغنائي النسوي الأصيل و الذي ظهر في حدود القرن ال12 حيث كانت تقام تجمعات للإحتفال بالمناسبات الإجتماعية ظهرت خلالها جماعات رجالية تقوم بأداء مداح نبوية و أشعار وقصائد مشهورة، ومقابلها ظهرت جماعات نسوية تقوم هي الأخرى بالمدح و كانت تتم دعوتهن لتنشيط حفلات الأعراس تبركا بمدائحهن المستوحاة من الشعر الملحون و بعض الأغاني المرتجلة من الشيخة نفسها تحمل ألفاظا و عبارات تقليدية و أمثلة متوارثة حيث كانت تؤدى بإستعمال آلات بسيطة كآلة البندير والشكشاكة، ثم تطورت مع الزمن لتضم آلة الطبيلة أو "الدربوكة"، المكونة من جسم من الفخار وقطعة من الجلد إضافة إلى "القلال"، وهي آلة يضرب عليها باليد، مصنوعة من خشب الجوز من جذع شجرة مجوف من الجهة العلوية بشكل دائري، و الرباب و هي آلة موسيقية تستعمل بالجنوب الجزائري و تم إستقدامها إلى ان أضحت حضرة المداحات لا تقام دون الرباب.
و قد أمتعت الشيخة «يسمينة» التي تؤدي هذا اللون الغنائي منذ أزيد من 46 سنة مع فرقة الأفراح الجمهور الحاضر و الذي كان أغلبه من النساء و الشابات بأغاني و وصلات غنائية من نوع المداحات اللون الموسيقي الأكثر شعبية بمنطقة الغرب بإعتبار كلماته تحاكي الواقع المعاش على غرار مديح «سيدي بلقاسم و نبغي الشراقة»«شدو فامكم و أغنية دادادوم» التي تفاعل معها الجمهور و صفق و تراقص على أنغامها و كذا أغنية « غير ما غير ما» التي وصفت فيها المغنية علاقتها التي تجمعها بوالدتها بإستعمال كلمات قوية و مؤثرة و أغنية « أنا حبابي اللي نبغيهم» التي جالت فيها بكلماتها على معظم مناطق التراب الوطني متغنية بخصال كل منطقة و باقة متنوعة من أغاني المداحات التي لامست كلماتها و موسيقاها قلوب الجمهور الحاضر بهذه الأمسية الرابعة من المهرجان المحلي للأغنية و الموسيقى الوهرانية الأصيلة تحت شعار «ثراتنا أصالتنا» و هو الشعار الذي تجسد بالأزياء التقليدية التي كانت ترتديها سيدات الفرق المشاركة و الجمهور الحاضر حيث كانت البلوزة الوهرانية نجمة الأمسية و سيدة الأزياء
كما كان للفلكلور الشعبي نصيبه بالأمسية من خلال فرقة زرقة الفلكلورية التي تعزف نوع القرقابو الأكثر جماهيرية بالأفراح و حفلات الزفاف بالغرب الجزائري أين وقف أعضاؤها ال15 أمام الجمهور لأزيد من 45 دقيقة عزفوا فيها أنغام القرقابو و أدوا أغاني ثراثية شهيرة في حين أدت الشيخة وردة التي دخلت عالم المداحات منذ أزيد من 56 سنة فقد أغنية «لياه لياه و أغنية كون يصلي و يتوب و كذا أغنية هذي الدنيا و هذو هما حوالها» و غيرها من الأغاني التي جعلت الجمهور يتركه مقاعده من اجل الرقص.