شكل موضوع استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام, اليوم الخميس بالجزائر العاصمة, محور ندوة تكوينية نظمتها وكالة الأنباء الجزائرية, تم خلالها التأكيد على أهمية "الاستثمار والتكوين المتواصل" لمواكبة التطورات السريعة في مجال الابتكار التكنولوجي. و في هذا الإطار, سلط خبير التحول الرقمي والأمن السيبرياني, جلال بوعبد الله, الضوء على مختلف أوجه استغلال مواقع و تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخبر من حيث صياغته وتحريره بمختلف أنواعه الصحفية المكتوبة والسمعية البصرية, علاوة على التحديات التي ترافق تلك الاستعمالات من أجل التأكد من صحة المعلومة لمواجهة ما يعرف ب"الأخبار الكاذبة". وتندرج هذه المحاضرة في إطار مخطط التكوين الذي سطرته وكالة الانباء الجزائرية, لفائدة المنتسبين إليها من أجل تزويدهم بثقافة استخدام الذكاء الاصطناعي, وهو ما من شأنه أن يجعل /وأج تواكب وتساير ما يجري في العالم في هذا المجال. و بالمناسبة, استعرض السيد بوعبد الله, الفرص المتاحة من خلال توظيف مختلف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم "محتوى إعلامي متميز", مشيرا إلى أن التحولات التي تشهدها الساحة الإعلامية على المستوى الدولي باتت مرتبطة بشكل وثيق باستعمال تلك التقنيات والتي تتيح معالجة وتحليل حجم كبير من المعطيات في ظرف زمني قصير. و من هذا المنظور, أكد ذات المتحدث, أن التحكم في تقنيات الذكاء الاصطناعي, سيمكن المؤسسة الإعلامية و الصحفي من "تحليل المعطيات بشكل أسرع" و يساعد على مهمة "التحري و التحقق من مصدر الخبر وموثوقية مضمونه", مضيفا أن الاستثمار في هذا المجال بات "أمرا حتميا لا بديل عنه". و في سياق متصل أبرز المتحدث أن العمل على تطوير الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي من شأنه أن يساهم في دعم السيادة الرقمية الوطنية, مشددا على أن تنمية القدرات وتأهيل العنصر البشري في هذا الجانب سيمكن أيضا من ضمان استغلال أفضل لتقنيات الذكاء الاصطناعي. و أكد في هذا الصدد, على أهمية توعية المنتسبين لمهنة الاعلام , من أجل ضبط أخلاقيات استعمال الذكاء الاصطناعي في هذا المجال, مذكرا من جانب آخر بالترسانة القانونية التي وضعتها الجزائر لحماية البيانات ذات الطابع الشخصي. و دعا المتحدث بالمناسبة إلى ضرورة تنظيم دورات تكوينية لفائدة الصحفيين بشكل متواصل, مضيفا أن التحكم في تلك التقنيات ومواكبة تطوراتها سيسهم في "الرفع من مستواهم و دعم كفاءتهم في المجال".