حيزية .... أو "أختي حيزية"، كما كنت دائما أناديك أو أراسلك، لم أرد أن أكتب عنك وأستذكر اللحظات الحلوة التي تقاسمتها معك اما على الصعيد الشخصي أو المهني لسنوات طوال جمعتني بك منذ سنة 2015 الى أن فارقك عنا موت الغفلة الفاتح من فيفري 2025، وانما أردت أن أكتب لك وأرسالك عبر هذه السطور لعل كلمات تصلك الى جنة الخلد أين نحسبك هناك بجوار النبي محمد صل الله عليه وسلم والمبعوثين والصالحين.
أردت أن أخبرك "أختي حيزية" أن وهران استشعرت رحيلك قبل الجميع اذ انها حزنت عليك حتى قبل مماتك بثلاث أيام، أتعلمين أن الباهية شهب وجهها وغابت شمسها لفترة ثلاث أيام قبل أن يصلها خبر رحيلك الى دار الخلد، أختي حيزية سماء وهران بكتك قبل أن تبكيك أعيننا وقلوبنا، فالأمطار نزلت كالسيول وكأنها تهيأ المدينة لتزف خبر ارتقائك للرفيق الأعلى، هذه المدينة التي أحببتها وخدمتها بقلبك قبل قلمك لم تنس ما قدمته لها خلال مشوارك المهني، فوالله أني اراها حزينة بحزننا على رحيلك "أختي حيزية"،ليست هي وحدها التي بكتك حتى سكانها ممن يعرفونك شخصيا او المتابعين لأعمالك كلهم نعوك وفزعوا لرحيلك المفاجئ الذي غدر بك وبنا وغيبك من وسطنا .
"أختي حيزية" صورك ومنشوراتك وأعمالك غزت جميع مواقع التواصل الاجتماعي، ترحم على رحيلك الصغير قبل الكبير، كلهم ذكروا محاسنك وإنسانيتك وخصالك وكرمك، والله "أختي حيزية " ما أبرد صدري وأجرني في مصيبتي هي تلك المنشورات التي تصف محاسن أخلاقك وتركتي لنا الكثير من العبر والدروس أولها الكفاح وعدم استسلامك فأنت من قال فيك الشاعر التونسي :" سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ...كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ"، وثانيا الأثر الطيب الذي لمسناه من أفواه وأعين أحبائك.
"أختي حيزية"،وأردت أن أبوح لك بسر لم يسعفن الحظ أن أخبرك به وانت بجانبي، لقد كنت أحبك في الله، وأحببتك أكثر عندما لم تقطعي الاتصالات بي وأنا طريحة الفراش بعد أن أصبت بفيروس كورونا، ما جعلني أستذكرك بالدعاء في صلاتي وكلما مررت بذاكرتي فكان لك نصيب من دعائي، وأعدك اليوم ونحن نزفك الى مثواك الأخير، لن أنساك بالدعاء ما حييت، الى أن يجمعنا الله في الاخرة وتكون الجنة مثوانا يا عزيز يا رحيم....
