رئيس جمعية تواصل الأجيال لأبناء الأسرة الثورية يبرز بشاعة محرقة أولاد رياح في ذكراها 177

رئيس جمعية تواصل الأجيال لأبناء الأسرة الثورية يبرز بشاعة محرقة أولاد رياح في ذكراها 177
الذاكرة
لا تزال مغارة ''الإبادة الجماعية'' ترفض النسيان، صامدة إلى غاية اليوم، وتشهد على وقائع الجريمة الني تعود اليوم السبت في ذكراها الـ 177، أين ترقد بداخلها قبيلة كاملة، فمحرقة أولاد رياح بمنطقة جبال الظهرة هي حلقة من سلسلة ما اقترفته فرنسا من جرائم لا تغتفر عبر مختلف جهات الوطن كما هو الحال بإقليم ولاية مستغانم منذ فرض الاحتلال سنة 1833 إلى موعد الاستقلال الوطني مرورا بفترة حرب التحرير والثورة الكبرى. حول هذه المحرقة الرهيبة التي قام بها المستدمر الفرنسي، أكد محمد بودين رئيس جمعية تواصل الأجيال لأبناء الأسرة الثورية لوهران في تصريح خص به الجمهورية أن تفاصيل هذه الجريمة تعود الى يوم 18 جوان 1845، أين ارتكب الاستعمار الفرنسي إحدى أكبر جرائمه ضد الإنسانية في الجزائر وحسب المعلومات التاريخية التي الموجودة في السجلات التاريخية على مستوى وزارة المجاهدين وذوي الحقوق وبعض سكان أهل الظهرة بمستغانم الذين توارثوا الحقائق من أجدادهم، كان قادة الجيش الفرنسي السباقين في تاريخ الحروب في ابتكار''غرف الحرق والإبادة الجماعية'' وما أصبح يسمى بعد الحرب العالمية الثاني بـ''المحارق''، التي تصنف كجريمة شنعاء في تاريخ البشرية لما في حيثياتها من إذلال للإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى وجعله في أحسن خلقة، إذ أمر الجنرال بيجو العقيد بيليسيه بملاحقة عرش أولاد رياح، الذين قاوموا الغزو الاستعماري، فقام العقيد بإبادة قبيلة أولاد رياح، التي فرت في حالة هلع وفزع من بطش جيوش المستعمر الفرنسي لتبحث عن مكان آمن، فلجأت إلى مغارة الفراشيح بدوابها وأنعامها، والقليل من الزاد والماء. رغم مرور 177 سنة على وقوعها لا يزال مكانها بدوار أولاد رياح والنقمارية يشهد على مدى بشاعة تلك المحارق التي كان مواطنون جزائريون من الأطفال والنساء وقودا لها، أحرقوا أحياء داخل كهوف ومغارات عميقة، هذه المغارة التي دخلت تاريخ الجزائر صدفة، تقع في منطقة الظهرة المتواجدة شرق ولاية مستغانم والتي تبعد عن مقر الولاية الأم بحوالي 115 كلم ارتكبت في ذات المغارة المذكورة أبشع المجازر ذات أيام 19 و20 من شهر جوان 1854، إلا أنه وللأسف لم تكن هذه هي المجزرة الأولى التي دونها العسكر الفرنسي في سجلاته بل سبقتها مجازر أخرى كان بطلها آنذاك المارشال " بيجو". السفاح بيليسيه أمر بحرق قبيلة كاملة في نفس السياق أكد محدثنا أن الكولونيل بيليسيه كان على رأس قافلة عسكرية ضخمة تتحرك بخطى ثابتة حيث كانت متكونة من 4000 عسكري مدعمة بـ 200 ڤومي حيث وجهت هذه القوة العسكرية الكبيرة إلى المنطقة التي يقطنها أولاد رياح بهدف اخضاعها وقهرها ومن ثمة إنهاء تمردها حيث وضع الكولونيل بيليسيه نصب أعينه الوصية التي تركها الجنرال بيجو له ولبقية الضباط الفرنسيين ذات يوم 11 جوان 1845 عندما كانوا يتهيأون للرحيل انطلاقا من مدينة "أورليان فيل" حيث قال لهم" في حال رفض هؤلاء السراق الخروج من المغارات يستوجب عليكم أنتم كذلك حرق هؤلاء كالذئاب" . عشية انطلاق هذه القوافل العسكرية وخروجها من ثكنتها تحركت وحدة استطلاعية يوم 17 جوان من ثكنات مدينة" أورليان فيل " سابقا (مدينة الشلف حاليا) حيث جابت الجهة اليسرى من وادي جراح وراحت تقطع كل أشجار التين، كما تعمدت حرق المنازل والمحاصيل الزراعية ما دفع بأهالي أولاد رياح ولتوقيف هذا الاعتداء الهمجي والإجرامي وقاموا بمهاجمة هذه الوحدة الاستطلاعية وهكذا دارت مناوشات بينهما، تراجع على إثرها المهاجمون واختاروا الاختباء داخل مغارة محاذية لوادي "الفراشيش" . و حدد عدد الجثث ما بين 800 إلى 1000 أخرج منها 600 دون حساب الذين أحرقوا جماعيا حيث ذابت أجسامهم بفعل الحرارة مكونة كومة واحدة من لحم البشر المفحم كما مات أغلبية الأطفال وهم مختبؤون في الملابس الداخلية لأمهاتهم ". بهذه الجريمة الانسانية انتهت حلقة من حلقات الأعمال الإجرامية والإرهابية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين حيث عملت فرنسا الاستعمارية كل ما في وسعها لطمس هذه الحقيقة .

يرجى كتابة : تعليقك