شهد المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني الشهيد خداري حسني بوهران اليوم الأحد، الإفتتاح الرسمي لدورة فيفري 2025، بحضور العديد من المسؤولين المحليين و على رأسهم والي ولاية وهران السيد سمير شيباني الذي أشرف على حفل الافتتاح والشركاء الاقتصاديين، إضافة إلى المتدربين .
افتتح الحفل بكلمة ترحيبية من مديرة المعهد، التي أكدت على أهمية التكوين المهني في تأهيل الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل. كما أشارت إلى أن هذه الدورة تأتي في وقت يتطلب فيه الاقتصاد الوطني كفاءات مهنية متخصصة تساهم في تحقيق التنمية.
من جهته، أكد والي وهران، السيد سمير شيباني، في كلمته الافتتاحية على أهمية التكوين المهني كوسيلة لتعزيز فرص العمل وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية للشباب. وأضاف أن "الاستثمار في التعليم والتكوين هو استثمار في المستقبل"، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص لضمان جودة التكوين.
حيث أكد على المكانة المحورية التي يحظى بها قطاع التكوين والتعليم المهنيين ودوره البارز في تحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصادات الدول. وأشار إلى الأهمية التي توليها السلطات العليا، وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لهذا القطاع الحيوي.
وأوضح الوالي أن قطاع التكوين المهني أصبح يتماشى مع الخطط والتوجهات الإصلاحية التنموية التي أقرتها الدولة، مشددًا على ضرورة مرافقة التغيرات التي تطرأ على مهارات اليد العاملة المطلوبة في مختلف الاستثمارات. وأبرز أن هذا القطاع يعد من السباقين في فتح مجال الاستثمار الخاص من خلال إنشاء مؤسسات تكوينية خاصة معتمدة، مما يساهم في تطوير وترقية التكوين المهني الأولي والمستمر.
كما أشار السيد الوالي إلى الارتفاع الملحوظ في عدد المتربصين في المعاهد والمراكز التكوينية بالولاية، حيث بلغ عدد المؤسسات التكوينية 108 مؤسسة توفر 9250 مقعدًا بيداغوجيًا. وقد استقطبت هذه المؤسسات حوالي 17000 متربص خلال الدخول التكويني لشهر أكتوبر 2024، مع تسجيل 8350 منصبًا للمسجلين الجدد عبر المنصة الرقمية.
وأكد أن التكوين ليس مقتصرًا على من لم يسعفهم الحظ في مواصلة مشوارهم الدراسي، بل هو توجيه نحو الحياة العملية والاستعداد لها باحترافية ومهنية. وفي سياق حديثه عن التطورات الاقتصادية، ذكر الوالي بتدشين السيد رئيس الجمهورية لأكبر مصنع لتحلية مياه البحر في بلدية عين الكرمة، معتبرًا أن هذه الاستثمارات تمثل محفزًا حقيقيًا للولوج إلى عالم الشغل والاحتراف.
ودعا الوالي المتربصين إلى تولي زمام المبادرة في الجزائر الجديدة، مشيرًا إلى العناية التي خصتها السلطات العليا لوهران، مما جعلها في مصاف المدن الرائدة. كما أعلن عن إدخال تخصصين جديدين هذا الموسم هما "تربية المائيات" و"مرمم شباك الصيد"، بالإضافة إلى تخصصات أخرى متنوعة لضمان تأهيل أفضل للشباب وتسهيل اندماجهم المهني.
ويوفر القطاع أكثر من 17 ألف مقعد بيداغوجي يشمل مختلف أنماط وأجهزة التكوين، مع تجنيد كافة الوسائل التقنية والبيداغوجية على مستوى المؤسسات التكوينية. وبلغ عدد التخصصات الموجودة أكثر من 218 تخصصًا.
كما تم خلال الحفل تقديم عروض توضيحية حول البرامج الجديدة التي سيتم تدريسها خلال هذه الدورة، والتي تشمل مجالات متعددة مثل التكنولوجيا الحديثة، الصناعة، والخدمات. وقد تم استعراض التجهيزات الحديثة التي تم توفيرها للمتدربين، مما يعكس التزام المعهد بتقديم تعليم عالي الجودة يتماشى مع متطلبات السوق.
وفي الختام تم تكريم السيد الوالي من قبل الشباب المبدعين من خريجي المؤسسات التكوينية ومراكز تطوير المقاولاتية، كما تم توقيع اتفاقيات تعاون بين قطاع التكوين المهني والشركاء الاقتصاديين، مما يعكس التزام الجميع بتطوير هذا القطاع الحيوي.
