تشهد وهران هذه الأيام حالة تأهب تام على جميع المستويات، تحضيرا للعرس المتوسطي المزمع تنظيمه في الفترة بين 25 جوان إلى غاية 6 جويلية المقبل، حيث تقف السلطات المحلية على وضع الرتوشات الأخيرة، من أجل استقبال ضيوف الباهية في أحسن الظروف، لأنّ هذا سينعكس بطبيعة الحال على صورة بلادنا، التي كانت مشرفة دوما وفي كل المناسبات الدولية، خاصة بعد الجهود والمساعي الحثيثة التي قامت بها السلطات الجزائرية من أجل احتضان بلادنا لهذه التظاهرة المهمة، التي من شأنها أن تعيد للجزائر مكانتها في احتضان المنافسات الإقليمية والعالمية.
فزائر عاصمة الألعاب المتوسطية سيلاحظ لا محالة الوجه الجديد الذي أصبحت عليه وهران، التي أصبحت في منتهى الأناقة بعدما اكتست طرقاتها وأنهجها الرئيسية حلة جديدة، ما بين تزفيت وطلاء وتزيين أضفت عليه الألوان الصيفية وخاصة الأزرق منها بهجة، تريح بصر الناظر إليها، إذ أبدعت أنامل الشباب الجزائري الموهوب في صنع لوحات جميلة، في الأنفاق وعلى مستوى نهج جيش التحرير الوطني بجبهة البحر وفي الكثير من الشوارع.
كما تجري التحضيرات الحثيثة في الجانب الرياضي من أجل أن تكون كل المنشآت والتجهيزات الخاصة بالمنافسات على أتم الاستعداد لاستقبال الرياضيين الدوليين، الذين سيحلون بوهران من 26 دولة مشاركة في هذه النسخة، فيما تم زوال الجمعة المنصرم افتتاح 4 مطاعم على مستوى القرية الأولمبية بحضور 3 وزراء ووالي الولاية ومحافظ الألعاب، وهذا في انتظار تدشين المحطة الجوية الجديدة بمطار أحمد زبانة الدولي الخميس المقبل، والتي تعتبر تحفة معمارية في منتهى الروعة، سيحل بها ضيوف وهران ابتداء من هذا الخميس.
كما ستتزامن فترة الألعاب المتوسطية مع احتضان وهران لثلاثة مهرجانات فنية محلية، ووطنية ودولية، منها اثنان تم نقلهما من ولاية سيدي بلعباس إلى وهران خصيصا بهذه المناسبة، ويتعلق الأمر بكل من المهرجان الدولي للرقص الشعبي الذي سينظم في الفترة بين 30 جوان إلى غاية 5 جويلية، وأيضا المهرجان الوطني لأغنية الراي، بالإضافة إلى مهرجان الأغنية الوهرانية الذي سيحتضنه المسرح الجهوي عبد القادر علولة في الفترة مابين 26 إلى 28 جوان وستنشطه عدة وجوه فنية معروفة، ناهيك عن البرنامج الثقافي والفني الجواري الذي يتم الإعداد له منذ فترة، خاصة في جانب التعريف بالمدينة وثقافتها وعاداتها وتقاليدها وأيضا تراثها المادي واللامادي وتاريخها العريق.
وللوقوف على كل هذا أقيمت دورة تكوينية لفائدة الجمعيات النشيطة في الولاية، وهذا بمبادرة من المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة، حيث انطلقت الدورة في منتصف جوان الحالي، وتهدف إلى الترويج للألعاب المتوسطية، على اعتبار أن الجمعيات وكل الفاعلين في هذا المجال يعتبرون شريكا مهما في إنجاح الدورة 19 هذه، وإعطاء صورة مشرفة للجزائر في الخارج، ستنقلها عنها انطباعات الضيوف القادمين إليها، وأيضا عدسات الكاميرات التي ستتناقل الحدث المتوسطي.
للتذكير فقد تم الإعلان عن استضافة وهران للدورة 19 هذه في 15 أوت 2015، وذلك خلال الجمعية العامة للجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط في مدينة بيسكارا الإيطالية، وكان من المنتظر أن تنظم في صائفة 2021، لكن بسبب الوضعية الوبائية التي كان يشهدها العالم على إثر جائحة كورونا كوفيد 19، تم إرجاء الموعد إلى غاية صائفة هذا العام، لتكون بذلك الدورة الثانية التي تحتضنها الجزائر بعد تلك التي انعقدت في صيف 1975 بالجزائر العاصمة، في الفترة الممتدة مابين 23 أوت إلى غاية 6 سبتمبر.