نظم الاثنين المركز الثقافي الاسلامي فرع وهران بالتنسيق مع مخبر التاريخي مصادر وتراجم كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية جامعة وهران 1 أحمد بن بلة حفلا ثريا متنوعا بخصوص المناسبة ندوة تاريخية هامة حول الاحتفالية الستينية، واحتفى بضيفة الشرف المجاهدة فاطمة نعماوي التي قدمت شهادة حية عن مسارها الثوري وعن زملائها وزميلتها في الجهاد بالوثائق و الصور التي نشرت في المجلة الفرنسية "علوم وحياة حرب و تاريخ " وجريدة "أيكو دوران ". وأوصت المجاهدة شباب اليوم ،جيل الستينية بالحفاظ على الأمانة التي ضحى من أجلها الشهداء و بناء جزائر جديد بالعلم ورفع علمها عاليا من أجل صون سيادة الجزائر. والمجاهدة فاطمة نعماوي انضمت إلي خلية جبهة التحرير بحكم تواجد أغلب أفراد عائلتها في الجهاد وعمرها لا يتجاوز الـ 15 سنة، كانت تنقل عبر محفظة مدرستها الأدوية والألبسة العسكرية وغيرها من الأشياء التي كانت تأمر بأخذها إلا أن تم الإبلاغ عنها وعن آخرين من قبل الخونة، فهربت رفقة بعض الإخوة إلى جبل بوعتروس، هناك التقت بمجموعة من المجاهدين، منهم من أشرف على تربصها رفقة بعض الأسماء النسائية الجهادية الذين علمهن طرق العلاج والاستعجالات الضرورية . ولم يتوقف الجنرال بيجار في ذلك الأثناء عن حرق الغابات في تلك المنطقة مما جعل عشرة رجال يستشهدون وهم من خيرة المجاهدين ولم تبق المجاهدة نعماوي فاطمة في منطقة معينة، فلقد كانت رفقة المجاهدين يتنقلون من عين الحجر إلى سعيدة إلى غاية لحظة سقوطها في قبضة الجيش الفرنسي، فتم أخذها على متن حوّامة هليكوبتر إلى السجن بعدما استشهد مجاهدان خلال اشتباكات حامية بين الطرفين وقبض على 3 مجاهدين من بينهم هي و تم نقلهم الى مركز سجن سعيدة .
بعد فترة قضتها في سجن القصبة بوهران، قررت السلطات الفرنسية تحويلها نحو سجن الحراش مع رفيقتها زوبيدور حليمة وسويح الهواري . وبعد فترة تم نقلها إلى سجن مرسيليا بفرنسا وهناك التقت بكل من دايا حسين، مليكة قوريش، فتيحة بوسماحة و شاركت في إضراب الطعام لمدة 20 يوما رفقة المرحوم و الرئيس السابق لدولة الجزائر المستقلة أحمد بن بلة ، و رغم أن الكثير منهم كانوا مرضى إلا أنهم أبوا أخذ الدواء و تم تدويل القضية ، وتم الإفراج عنها في 7 ديسمبر 1959م ، ليتم التكفل بها آنذاك الدكتور ستيفانيني و زوجته التي استقرت بفرنسا لتكون بالقرب من زوجها المسجون في باريس، لأنه تم إعطاءهم الأوامر لتكفل بالمساجين الذين خرجوا ولم يستطيعوا العودة إلى الوطن وكان من المهم إبعادهم عن أنظار البوليس الفرنسي.
ونشط الندوة الدكتور غريش صادق نائب مدير المركز الذي نوه بالمكاسب التي حققتها الجزائر بعد 60 سنة من الاستقلال وكل هذا تم بفض تضحيات المجاهدين و الشهداء من خلال فاتورة غالية كتبت بدمائهم الزكية .
في حين تناول الدكتور محمد بن جبور من مخبر التاريخ الارهاصات التي أدت إلى التعجيل باستقلال الجزائر، ففي سنة 1957 جاء الفيلق 10 تحت قيادة الجنرال ماسو الذي أراد عزل العاصمة عن باقي الوطن من خلال تطويق شوارعها و قمع الشعب لكن معركة الجزائر تحت قيادة جبهة التحرير الوطني تصدت لهذا المخطط الجهنمي بفضل الفدائيين الاحرار، وتحدث الشيخ بلحوة عن الثالوث المقدس، الاسلام و الأرض و العرض و به استطاع الجزائري الحفاظ على هويته العربية الاسلامية .
أما مداخلة الدكتورة بوزوبوجة سميرة فركزت على مسيرة الشهيد الشيخ العربي التبسي وعن علمه وجهاده لتختم الندوة الدكتورة مجدوب كريمة بمحاضرة عن الثورة الجزائرية "تضحيات وأمال مستقبلية ". وتخللت الندوة التاريخية موشحات جميلة من قبل مجموعة أطفال تابعين للمركز أنشودة " غرد يا شبل الإيمان " .