الاحتجاجات في المغرب: مطالب بإقالة حكومة أخنوش لفشلها في حماية الحقوق الدستورية للشعب

الاحتجاجات في المغرب: مطالب بإقالة حكومة أخنوش لفشلها في حماية الحقوق الدستورية للشعب
العالم
تعالت أصوات الشارع المغربي مطالبة بإقالة حكومة أخنوش, لفشلها في حماية الحقوق الدستورية للمغاربة والاستجابة لمطالبهم الاجتماعية, وذلك في أعقاب اعتماد المخزن مقاربة أمنية اتسمت بالعنف المفرط أودت بحياة 3 مواطنين, خلال الاحتجاجات التي شهدتها مختلف مدن المملكة. وتواصلت الاحتجاجات السلمية المطالبة بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفاسد, أمس لسادس ليلة على التوالي, حيث خرج المئات من المتظاهرين بعدة مدن مغربية من بينها الدار البيضاء وطنجة وتطوان وأكادير ومراكش, تلبية لدعوات حركة شبابية, شددت, في بيان لها على سلمية الاحتجاجات, التي سبق وأن قوبلت باستخدام العنف المفرط من قبل رجال أمن المخزن, أودى بحياة 3 أشخاص, وعشرات الجرحى, إضافة إلى مئات الموقوفين والمتابعين قضائيا. وارتفع سقف المطالب, التي كانت منذ انطلاقها تنشد تحسين خدمات قطاعي الصحة والتعليم وتوفير فرص عمل ومكافحة الفساد, إضافة إلى رفع شعارات بتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية, إلى توجيه الحركة الشبابية رسالة إلى الملك المغربي, طالبته فيها برأس عبد العزيز أخنوش وحكومته التي "فشلت في حماية الحقوق الدستورية للمغاربة والاستجابة لمطالبهم الاجتماعية". وبعد انتهاج "سياسة الصمت المطبق" واعتماد مقاربة أمنية اتسمت بالعنف المفرط, الأمر الذي أجج الوضع وأدى إلى إطلاق دعوات لرحيله رفقة طاقمه الحكومي, أطل رئيس وزراء حكومة المخزن, عبد العزيز أخنوش, في محاولة لـ "الضحك على الذقون" قائلا أن "المقاربة المبنية على الحوار هي السبيل الوحيد لمواجهة الإشكالات التي تواجه المغرب". وإزاء ذلك, كتب الصحفي المغربي توفيق بوعشرين, أمس الخميس, في مقال له على أحد المنابر الإعلامية المغربية "عندما تصمت السياسة ينطق الرصاص", مشيرا إلى أن مقتل ثلاثة مواطنين برصاص الدرك في أحداث حراك الخريف "ليس حدثا صغيرا ولا هامشيا في بلاد لم تسمع إطلاق الرصاص في الشوارع على المتظاهرين منذ 34 سنة -أيا كان تصرفهم وأيا كانت التهم الموجهة إليهم-". وأضاف قائلا: "الحكومة التي حضر وزراؤها هذا الصباح بالجلابيب البيضاء -في بلاد تحتاج إلى لبس السواد في هذه اللحظات الحزينة- وبالطرابيش الحمراء, قادمين من ضريح محمد الخامس إلى المجلس الحكومي بعد أن ترحموا على الملك الراحل. فقام فيهم خطيب هو المسؤول الأول عما يجري اليوم من مآسي وأحداث دامية وفوضى عارمة, وقال إن حكومته مستعدة للحوار مع الشباب داخل المؤسسات والفضاءات العامة", وأنها جاهزة للتجاوب مع مطالب الحركة الشبابية. وتابع توفيق بوعشرين في مقاله: "هذا رجل فقد الاتصال بالسياسة منذ مدة, والآن يفقد الاتصال بالواقع. رجل يعاني من مرض نفسي مزمن اسمه نكران الواقع", مردفا بالقول: "أخنوش, المطلوب رأسه سياسيا من لدن الرأي العام, يمد يده للحوار وأين؟ في المؤسسات!". واسترسل متسائلا "لو كانت في البلاد مؤسسات تصلح فضاءات للحوار, هل كنا سنصل إلى هنا؟ ولو ترك مكان للسياسة والصحافة والاختلاف والتعددية وحرية التعبير, هل كنا سنصل إلى تمرد آخر جيل في العنقود الديمغرافي المغربي, في 24 مدينة دفعة واحدة؟ لو كانت هناك مؤسسات يثق فيها الشباب, هل كان سيترك مدارسه وجامعاته وعمله وألعابه وموسيقاه ومقاهيه, وينزل إلى الشارع, في استفتاء شعبي على رفض سياسة حكومتك واختياراتك وتضارب مصالحك وفساد عهدك؟" ووضع الصحفي المغربي الأصبع على الجرح, عندما أوضح أن "المقلق أكثر من الثلاثة الذين سقطوا بالرصاص, وأكثر من الذين أصيبوا (..) هو أن الدولة, وبعد ستة أيام من الأحداث الخطيرة التي تهدد الاستقرار, لم تصل بعد إلى تشخيص صحيح ودقيق لما جرى", مضيفا : "إننا مثل مريض في غرفة الإنعاش يصرخ ويبكي ويتألم, والأطباء من حوله لم يصلوا بعد ستة أيام من معاناته إلى تشخيص مرضه وأسباب ألمه ولهذا لا يستطيعون علاجه ولا إعطاءه أي دواء". وأكد بوعشرين أن ما يحصل الآن يتمثل في كون "الدولة لا تعرف مع من تتحدث ولا كيف تتحدث, والشباب الغاضب لا يعرف كيف تفكر الدولة", مشددا على أن "البلاد تحتاج إلى قرار شجاع من أعلى هيئة فيها".

يرجى كتابة : تعليقك