تُوّج الفارس الجزائري إبراهيم آيت لونيس للمرة الثانية على التوالي بلقب المسابقة الوطنية الكبرى للقفز على الحواجز، التي احتضنها مركز مونتي كريستو للفروسية، بعد أداء استثنائي قدّمه في فئة الحواجز بعلو 1.50 متر (ثلاث نجوم)، ليؤكد مجددًا مكانته كأحد أبرز فرسان الجزائر وأكثرهم استقرارًا على منصات التتويج. وجاء هذا الإنجاز في ختام منافسة قوية جمعت نخبة من 250 فارسًا وحصانًا يمثلون مختلف الأندية الوطنية، وسط أجواء رياضية راقية وحماس جماهيري عكس الشعبية المتزايدة لهذه الرياضة النبيلة في الجزائر. وبرهن آيت لونيس، خلال الجولة الختامية، عن قدرات عالية في التحكم والدقة، حيث أظهر توازنًا مثاليًا بين السرعة والثبات في اجتياز الحواجز، مقدّمًا أداءً فنّيًا راقيًا جسّد روح الفروسية الأصيلة. وتمكن من توقيع مسار خالٍ من الأخطاء وبإيقاع ثابت، ليحسم اللقب بفارق زمني مريح عن منافسيه، متفوّقًا على الفارس محمد المسراطي الذي حلّ في المركز الثاني، ومندر ماهي الذي أكمل منصة التتويج في المركز الثالث. وقد نال الثلاثي إشادة لجنة التحكيم وتصفيقات الجمهور، بالنظر إلى المستوى الفني العالي الذي طبع المنافسة. وتميّزت الدورة التي احتضنها مركز مونتي كريستو بتنظيم محكم وإقبال جماهيري معتبر، حيث أثبت الميدان جاهزيته لاستقبال هذا النوع من التظاهرات الوطنية الكبرى بفضل تجهيزاته العصرية واحترامه لمعايير السلامة الخاصة بالفرسان والخيول. وأشاد المنظمون بالمستوى التقني الرفيع الذي عرفته المنافسة، مؤكدين أن رياضة القفز على الحواجز تعرف ديناميكية متسارعة في الجزائر بفضل الدعم المتزايد من الاتحاد والأندية المحلية، إلى جانب برامج التكوين المستمرة للفرسان الشباب. وشهد اليوم الختامي أيضًا تألق عدد من الوجوه الواعدة التي خطفت الأنظار في الفئات الشابة، حيث نال الفارس إياد بوجلال لقب فئة الأشبال (1.20 متر) بعد أداء مميز كشف عن موهبة كبيرة وحضور ذهني قوي. أما في فئة الأواسط (1.30 متر)، فقد تألق الفارس عبد الرحمن بوختالة ليحرز الجائزة عن جدارة، مؤكّدًا أن الجيل الجديد يسير بثبات نحو ضمان الاستمرارية والتجديد في ساحة الفروسية الوطنية. وعبّر المشاركون عن رضاهم التام بمستوى التنظيم الذي عرفته منافسات مركز مونتي كريستو، سواء من حيث جودة المسارات أو دقة التحكيم أو الخدمات اللوجستية، مشيرين إلى أن هذه البطولة تعدّ نموذجًا في التنظيم الاحترافي، وتشكّل محطة أساسية لتحضير الفرسان للمواعيد الإقليمية والدولية المقبلة. من جهته، عبّر الفارس الدولي المتوَّج إبراهيم آيت لونيس عن سعادته البالغة بهذا الفوز المتجدد، مهدياً اللقب لفريق عمله وكل من ساهم في تحضيره، مشيرًا إلى أنّ هذا التتويج هو ثمرة عمل ميداني منظم وتدريبات مكثفة استمرت طيلة الموسم، ومؤكدًا عزمه على تمثيل الجزائر في الاستحقاقات الخارجية القادمة بنفس الإصرار والعزيمة. وبهذا التتويج، يرسّخ آيت لونيس اسمه كرمز للتميز في الفروسية الجزائرية الحديثة، فيما يواصل مركز مونتي كريستو تعزيز مكانته كواحد من أبرز معاقل الفروسية في البلاد، بفضل احتضانه لفعاليات راقية تجمع بين روح التنافس ومتعة الأداء، وتكرّس القفز على الحواجز كواجهة مشرّفة للرياضة الجزائرية في أبهى صورها.