أكد وزير الري، طه دربال، اليوم الإثنين، خلال زيارة عمل وتفقد إلى ولاية غليزان، أن المياه المستعملة المصفاة تمثل موردا مائيا غير تقليدي ذا أهمية استراتيجية، يجب استثماره على نطاق وطني إلى جانب المياه السطحية والجوفية، في إطار سياسة الدولة الرامية إلى ضمان الأمن المائي وتعزيز الأمن الغذائي.
وشدد الوزير على أن قطاع الري يواصل تنفيذ برامج كبرى لتحسين الخدمة العمومية للمياه وتدعيم المنشآت المائية، من خلال إعادة تأهيل محطات الضخ وتوسيع شبكات التوزيع والتطهير، مبرزا أن العديد من المشاريع تم استلامها خلال الصائفة الجارية، وأخرى ستستكمل قبل نهاية السنة الجارية، في حين ستُطلق مع مطلع سنة 2026 استراتيجية وطنية جديدة تهدف إلى تحسين المرفق العام للمياه والقضاء على التذبذبات، تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
وأوضح الوزير أن هذه الاستراتيجية تقوم على تنويع مصادر التزود بالمياه، واستغلال الموارد غير التقليدية على غرار المياه المصفاة، التي أصبحت اليوم ضرورة وطنية لمواجهة تحديات ندرة المياه وتراجع منسوب السدود.
"الجزائر تعزز قدراتها بـ234 محطة لتصفية المياه المستعملة لدعم الأمن المائي الوطني"
وأشار في هذا السياق إلى أن الجزائر تتوفر على 234 محطة لتصفية المياه المستعملة عبر التراب الوطني، تُعدّ مكسبا حقيقيا لتعويض المياه السطحية، داعيا إلى توجيه هذه الأخيرة نحو الاستهلاك البشري واعتبارها مخزونا استراتيجيا.
وخلال زيارته إلى بلدية وادي ارهيو، أشرف الوزير على تدشين محطة تصفية المياه المستعملة التي دخلت حيز الخدمة، وستُوجه مياهها للري الفلاحي، ضمن مقاربة وطنية تهدف إلى تعميم استعمال المياه المعالجة في السقي. كما دشن الوزير محيطا فلاحيا صغيرا، يعتمد على مياه محطة التطهير المصفاة ببلدية لحلاف في تجربة نموذجية ترمي إلى ضمان استمرارية النشاط الفلاحي وتعزيز البدائل المستدامة للري، خاصة في ظل شح الموارد المائية وتراجع المخزون في سدود البلاد، لاسيما سد قرقار بالمنطقة.
وفي هذا السد، تلقى الوزير عرضا حول وضعية الموارد المائية والمنشآت ومحطات التطهير والري الفلاحي، حيث شدد على ضرورة تحسيس الفلاحين بأهمية استغلال المياه المعالجة، خصوصا في شعبتي الحبوب والأشجار المثمرة، تمهيدا لتعميم استعمالها في أنظمة الري الثلاثية مستقبلا.
كما أشرف الوزير ببلدية مرجة سيدي عابد على وضع حيز الخدمة لمشروع إعادة تأهيل ثلاث محطات ضخ لتحويل مياه الونشريس، وهو المشروع الذي يهدف إلى تموين أكثر من 70 ألف نسمة من سكان بلديات عمي موسى، الولجة، عين طارق وحد الشكالة، ضمن الجهود الرامية إلى تحسين التزويد بالمياه الصالحة للشرب وتعزيز الأمن المائي المحلي.وعاين مشروع ربط نقبين جديدين بنظام سد قرقار بوادي ارهيو، إضافة إلى تأهيل تجهيزات تحويل مياه الشلف الأسفل.
وفي بلدية واريزان، وقف على مشروع إنجاز محيط السقي انطلاقا من محطة تصفية المياه المستعملة لمازونة، قبل أن يعاين مشروع إعادة تأهيل شبكة المياه الصالحة للشرب لمدينة غليزان على مسافة 74 كلم، ويعطي إشارة انطلاق مشروع تزويد دواوير الدوايدية والخوادمية ببلدية يلل بالمياه الصالحة للشرب.
وفي ختام زيارته، أكد الوزير أن تعميم استعمال المياه المصفاة في الري عبر كامل التراب الوطني يمثل خيارا استراتيجيا دائما، مشددا على أنها ثروة وطنية ينبغي تثمينها لضمان استمرارية التنمية الفلاحية، وتحسين الخدمة العمومية للمياه، وحماية الموارد الطبيعية في مواجهة التغيرات المناخية.
أكتب تعليقك