تألقت الجزائر في البطولة الدولية للريشة الطائرة التي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة أول أمس بعد أن خطف المنتخب الوطني الأضواء بتحقيقه ثلاث ميداليات ملوّنة، منها ذهبيتان وبرونزية، ليؤكد مجددًا مكانته بين أبرز المنتخبات الإفريقية والعربية في هذه الرياضة الصاعدة. الإنجاز جاء ثمرة تحضير طويل وعمل متواصل داخل أروقة الاتحادية الجزائرية للبادمينتون، التي نجحت في إعداد جيل جديد قادر على تشريف الألوان الوطنية في كبرى المنافسات. وأحرز الثنائي الرجالي المتألق كسيلة معمري وصابري مدال الميدالية الذهبية الأولى للجزائر بعد أداء قوي ومباريات مثيرة شهدت سيطرة جزائرية واضحة من البداية إلى النهاية، حيث برز اللاعبان بانسجامهما العالي وسرعتهما في التمركز وردّ الفعل، ليعتليا منصة التتويج عن جدارة واستحقاق. هذا التتويج منح الإشارة الأولى لتألّق المنتخب الوطني في القاهرة، وأكد نضج هذا الثنائي الذي بات علامة بارزة في الريشة الجزائرية. أما الذهبية الثانية فجاءت بتوقيع الإخوة كسيلة وتانينا معمري في فئة الثنائي المختلط، بعد مسار مميز قدّما خلاله عروضًا فنية راقية وتناغمًا واضحًا في الأداء، ليفرضا نفسيهما كأحد أفضل الثنائيات في المنافسة. هذا التتويج العائلي الاستثنائي منح بعدًا خاصًا للإنجاز، إذ جمع بين الشقيقين في لحظة وطنية مؤثرة عكست عمق الموهبة الجزائرية وروح التضامن التي تسود داخل المنتخب. ولم تخرج الثنائية النسوية المكونة من ليندة مازري وياسمين شباح عن هذا المسار المضيء، حيث تمكنتا من حصد الميدالية البرونزية بعد مشوار حافل بالندية والإصرار أمام منافسات قويات من مصر والهند، لتؤكدا أن الريشة النسوية الجزائرية في طريقها الصحيح نحو العالمية. وتُعد حصيلة الجزائر في هذا الموعد الدولي مؤشراً واضحاً على التطور الكبير الذي تعرفه اللعبة، بفضل سياسة العمل القاعدي، والاحتكاك الدائم في البطولات الخارجية، والتأطير التقني الذي يواكب معايير المنافسة الحديثة. وبهذا الإنجاز المستحق، تواصل الريشة الطائرة الجزائرية كتابة فصول نجاح جديدة، موجهة رسالة قوية مفادها أن المستقبل يحمل المزيد من الألقاب والإنجازات تحت الراية الوطنية.