نظم الصندوق الولائي للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء بغليزان يوماً دراسياً توعوياً حول الأخطار المهنية في قطاع البناء والأشغال العمومية والري، تحت شعار:"لنعمل معاً من أجل ورشة أكثر أماناً"، وذلك بدار الثقافة "محمد اسياخم " وسط حضور نوعي لممثلي القطاعات المعنية وعدد من أرباب العمل والمهنيين،اللقاء، الذي عرف مشاركة فعّالة لكل من مفتشية العمل ومديرية الحماية المدنية والمديرية العامة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية، شكّل فرصة لطرح واقع السلامة المهنية في هذا القطاع الحساس الذي تسجل فيه الحوادث بنسب مقلقة، نظراً لطبيعة الأشغال وشروط العمل الميدانية،وقد قدّم ممثلو القطاعات المعنية مداخلات توعوية وتحسيسية ركزت على ضرورة احترام معايير الأمن والسلامة داخل الورشات، واستعمال وسائل الوقاية، إلى جانب تفعيل الرقابة الصارمة على أرباب العمل والعمال على حد سواء،وفي تصريح خصّ به جريدة «الجمهورية»، أكد مدير الوكالة الولائية للتأمينات الاجتماعية، بدر الدين هامل، أن الهدف من تنظيم هذا اليوم الدراسي هو التحسيس بخطورة الإهمال في تطبيق إجراءات الأمن داخل الورشات، مبرزاً أن الصندوق يسعى إلى ترسيخ ثقافة وقائية لدى العامل وصاحب العمل معاً، عبر حملات ميدانية ودورات تكوينية دورية،وأضاف أن الحوادث المهنية تكلف المؤسسة والعامل معاً خسائر بشرية ومادية كبيرة، يمكن تفاديها بتعزيز الوعي والتطبيق الصارم للقانون،من جهته، شدد المفتش الولائي للعمل، بوبكر محمد، في تصريحه للجريدة، على أن تطبيق القانون والردع في حق المخالفين بات ضرورة ملحّة، موضحاً أن بعض الورشات ما تزال تتهاون في شروط السلامة، ما يستدعي تدخلات رقابية أكثر صرامة لحماية العمال من الأخطار المهنية،كما دعا إلى تفعيل التنسيق بين مختلف الهيئات لخلق بيئة عمل آمنة ومنظمة، تضمن كرامة العامل وسلامته،أما ممثل مديرية الحماية المدنية، فقد ركز في مداخلته على أهمية التكوين المسبق للعمال في مجال الإسعاف الأولي وطرق التعامل مع الحوادث داخل الورشة، مشيراً إلى أن الوقاية تبدأ من التكوين والتحسيس، وتنتهي بالاستعداد الجيد للطوارئ،وقد فُتح باب النقاش أمام الحضور لتبادل الآراء والتجارب، حيث طُرحت عدة انشغالات تتعلق بضعف الوعي بأهمية التأمينات الاجتماعية لدى بعض العمال الأحرار والمقاولين، ما جعل القائمين على الصندوق يؤكدون استمرار جهودهم في المرافقة والتوعية الميدانية،واختُتم اليوم الدراسي بجملة من التوصيات العملية الرامية إلى تعزيز السلامة داخل الورشات وتكثيف الحملات التحسيسية المشتركة بين مختلف الهيئات المعنية، تحقيقاً لهدف واحد: "ورشة أكثر أماناً وحياة مهنية بلا خسائر."