يعـتبر مـنـتـوج الرمان بالمناطق الفلاحية المتواجدة عـبر بلديات السواحلـية، وواد الثلاثة، والرمشي بإقليم ولاية تلمسان موطن فاكهة الرمان ومصدر إنتاجها الوفير ذو جودة عالية وعلامة رائجة وسمة فـريدة من نوعها حيث تنوع وتعـدد أصناف هذه الفاكهة، إذ تشكل بساتين الرمان بذات المناطق مقصدا للتجار في مواسم قطف هذه الفاكهة، حيث التهافت على النوعـية التي ألفها هؤلاء في كل موسم فلاحي قـد تتباين فيه الوفرة وفقا لمؤشر سلامة الأشجار المثمرة وعـدم تعرضها لمختلف الأمراض .
ولايختلف اثـنان من العارفـين بواقع الفلاحة عـبر ولاية تلمسان أن زراعـة رمان ســهـل الرماشـة شمال مدينة الرمشـي بولاية تلمسان شـهدت خلال السنوات الأخيرة انتشارا واسعا، حيث فرضت نفسها بعـد أن كانت الحمضيات هي المنتوج الأول في المنطقة لعـدة اعـتبارات، أكد بشأنها أحد المستثمرين في هذا المجال في تصريح خص بـه "الجمهوريـة" على حـدّ ـ قـولـه ـ أنـه وقـبل 15 سنة كان إنتاج فاكهة الرمان قليل حيث كان يوجد مستثمرة واحدة بمنطقة الرماشة، ومعظم الفلاحين بهاته المنطقة كانوا يقومون بإنتاج مختلف الخضروات والأشجار المثمرة خاصة الحمضيات، وبعـد مشكل الجفاف وشح الأمطار ونقـص مياه السـقـي الفلاحـي الذي تسبب في هلاك الأشجار تم تعويضها تدريجيا بعملية زراعة أشجار الرمان، ومـع نجاحها توجه الفلاحون إلى عملية زراعـة أشجار الرمان، وأضحى معظمهم مختصين في مجال زراعة أشجار هاتـه الفاكـهة من الرمان.
ووفـقا لمؤشرات الإنتاج المستـقاة من طرف فلاحي ومستثمري بلدية الرمشي، أن ســهـل الرماشـة يتصدّر الصدارة في إنتاج فاكهة الرمان بنسبـة تـفـوق الــ 70 بالــمائـة، مما مكّـنها ككل موسم جني هذه الفاكهة والذي يكون مطلع الخريف من تحقـيق مردود يـفـوق 150 قـنطار في الـهـكتـار الـواحـد من فاكهة الرمان من الـنوعـيـة الجـيّـدة بمختلف أصنافـه في حين بعض المستثمرات الأخرى يـفـوق 300 قـنطار في الـهـكتـار الـواحـد، مضيفين أنـه ومنذ حوالي 15 عاما أصبحت منطقة الرماشة معروفة بإنتاج الرمان "المريني" كما ونوعا ، و ذكر أحـد الفلاحين في هذا المجال أن هذا النوع لايمكن زراعـته في أماكـن أخرى، مضيفا أن الـحـبة الـواحدة من فاكـهـة رمان "الـمـريـني" تـفـوق الكيلوغـرام الـواحـد.
شـكّل هاجس نقـص مياه السقي الفلاحي بسهل الرماشـة بمدينة الرمشي أهم مشكل يعترض الفلاحين مستثمراتهم على اعتبار هذه المادة الحيوية ضرورية لخدمة أراضيهم ومحاصيلهم الزراعيـة، بعد أن عرف المورد الوحيد انخفاضا ملحوظا، مما يجعل الفلاحين في حيرة من أمرهم، خاصة وأن هذه المنطقة فلاحية وتعرف بإنتاجها لفاكهة الرمان واهتمام سكانها بهذا النشاط، إلا أنهم متخوفون من تراجع منتوجهم، حيث يواجـهون بـحـدّة نقص مياه السقي خاصة في فصل الصيف الذي يـتـم فيه سـقـي الرمان بكميات كبيرة حسب المختصين في هذا المجال، وأضافـوا أن أوضاعهم مع هذا المورد الحيوي تستدعي مراعاتها من قبل السلطات المحلية والجهات المعنية، أين طالبوا بإدراج مشاريع من شأنها إنقاذ الفلاحين من شبح الجفاف الذي بات يهددهم في حال لم يتم الالتفات إلى مطلبهم.
وعـلى صعـيـد ذي صلة أشار السيد بلهاشمي الـهـاشـمي رئيس الجمعية الولائية الفلاحية واد تافـنة في تصريح خص به "الجمهورية"، أن الإنتاج الوفـير من الرمان جاء نتيجة جهود الفلاحين ومرافقة الجهات المعنية، وفي مقدمتهم مديرية الموارد المائية لولاية تلمسان في يخص مياه السقي باعتبار حسبه أن هذه المنطقة تستقبل حصتها من مياه السقي من سد حمام بوغـرار ومن سد سكاك، مضيفا أنه يتم مرافقة الفلاحين في فترة السقي في الصيف والمحددة من جوان، جويلية وأوت إلى غاية شهر سبتمبر، هذه الفـترة تمكّـن الفلاحين من الحصول على 03 حصص من عملية السقي التي تم إطلاقها في هذه الفترة بعد التنسيق مع الفلاحين.
ورغم هذه الصعاب إلا أن الأمل في تطوير منتوجهم قائم في انتظار الانتهاء من مشروع توصيل مياه السقي إلى بساتينهم، باعـتبار أن الفلاحين والمستثمرين بالمنطقة لهم إمكانيات كبيرة في إنجاح وتطوير هذا المنتوج من فاكهة الرمان ولما لا تصديره إلى الخارج، خـاصة وأن رمان منطقة الرماشة لقي رواجا كبيرا من حيث الجودة على المستوى الوطني وحاليا يسـوّق إلى عـدد من ولايات الوطن على غـرار الـبلـيدة، والعاصمة والجـنوب والشرق الجزائري، لكن رغم ذلك تبقـى صعـوبات الــتــسويـق التي تضاف إلى مشاكل الـسـقـي قائـمة، حيث أن الفلاحين يواجهون في المنطقة مشكل التسويق وانخفاض الأسعار بعـد امتلاء السوق بفاكهة الرمان، وتبقى كميات منه مكدّسـة، مما دفع الفلاحين والمستثمرين للمطالبة بإيجاد حل لهذا المشكل الذي يواجههم كل موسم جني المحصول من خلال استحداث مصانع تحويلية لفاكهة الرمان أو حل مشكل التسويق خاصة مع كثرة المنتوج وزيادته من سنة لأخرى، مؤكـدين في ذات السياق أن إرادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في إحداث ثورة فلاحية غـير مسبوقة وحرص السلطات الولائية على تطبيق هذا البرنامج اكسبتهم الأمل في مستقـبل الرمان في الرمشي.
أكتب تعليقك