شهدت ولاية الاغواط انطلاق حملة تشجير واسعة النطاق، عرفت مشاركة فعالة لمختلف المؤسسات العمومية والخاصة إلى جانب الأسرة التربوية والمجتمع المدني، وذلك في إطار البرنامج الوطني الرامي إلى استعادة الغطاء النباتي وتعزيز التوازن البيئي ومكافحة ظاهرة التصحر. وقد تم إطلاق الحملة بالتوازي بين الجهتين الشمالية والجنوبية للولاية، حيث أشرف الوالي المنتدب يونس بن مراح على الانطلاقة الرسمية من بلدية عين سيدي علي بالجهة الشمالية، بينما أشرف الأمين العام للولاية مصطفى بوصوار على إعطاء إشارة الانطلاق من بلدية سيدي مخلوف جنوبا..
وانطلقت العملية في مرحلتها الأولى من بلدية عين سيدي علي نحو مختلف بلديات الجهة الشمالية، مع توقع غرس ما لا يقل عن عشرة آلاف شجيرة بمواقع مختلفة، في حين ينتظر غرس حوالي ستة آلاف شجيرة عبر بلديات الجهة الجنوبية على طول الطريق الوطني رقم 01 العابر للولاية. وتندرج الحملة ضمن النشاط الوطني الموسوم بشعار "خضراء بإذن الله"، والذي تستهدف من خلاله ولاية الاغواط غرس ما يزيد عن 33 ألف شجيرة خلال الموسم الحالي.
وترمي هذه المبادرة البيئية إلى تحويل الأراضي المتدهورة التي فقدت غطاءها النباتي إلى نظم بيئية مرنة ومتعددة الوظائف، بما يسمح بالمساهمة في تنشيط الاقتصادات المحلية والوطنية، فضلا عن امتصاص كميات معتبرة من ثاني أكسيد الكربون، والحد من انجراف التربة بفعل المياه والرياح، والحفاظ على التنوع البيولوجي. كما تهدف العملية إلى تحسين المحيط العام والبيئة المعيشية للمواطنين، وتعزيز الثقافة البيئية لدى مختلف فئات المجتمع وخاصة فئة الشباب.
وتسهر اللجنة المحلية على تنفيذ العملية وفق جدول زمني محدد محدود ب03 أيام، مع الاعتماد على أيام تطوعية بمشاركة قطاعات متعددة، من بينها البلديات، المؤسسات التربوية، الكشافة الإسلامية، الجمعيات البيئية، ومختلف الهيئات العمومية. كما تم التأكيد على ضرورة ضمان الرعاية المستمرة للشتائل المغروسة لمدة لا تقل عن 24 شهرا، خاصة ما يتعلق بالسقي والمتابعة التقنية، وذلك بالتنسيق بين المؤسسات التي قامت بالغرس والجماعات المحلية والجمعيات في المناطق الحضرية وشبه الحضرية.
أما بخصوص انتقاء الأنواع النباتية المناسبة للتشجير، فتشرف محافظات الغابات لولاية الاغواط بإشراف محافظ الغابات السيدة نجلة عظامو على هذه العملية بالتعاون مع مديريات البيئة مديرية المصالح الفلاحية، إضافة إلى المؤسسات المحلية المكلفة بالمساحات الخضراء، بما يضمن اختيار أنواع تتلاءم مع مناخ المنطقة وتتحمل الظروف الطبيعية السائدة
أكتب تعليقك