عرفت بلدية وادي ارهيو بولاية غليزان، صبيحة اليوم، هبة تضامنية واسعة من طرف فعاليات المجتمع المدني، عقب الفيضانات المفاجئة التي ضربت المنطقة وتسببت في خسائر مادية معتبرة وحالة وفاة. فمنذ الساعات الأولى، سارع المواطنون والجمعيات المحلية إلى الميدان لمساعدة العائلات المتضررة، ومساندة فرق الحماية المدنية ومصالح التطهير والري في عمليات الإنقاذ وتنظيف الأحياء. وتحوّلت أحياء بوجلة، الشهداء، ودوار العزازمة، إضافة إلى 180 مسكن و50 مسكن وغيرها بمدخل البلدية من الجهة الغربية، إلى ورشات تضامن وتكافل، حيث شارك العشرات من الشباب والمتطوعين في إزالة الأوحال وفتح الممرات، بدعم من البلدية والقطاعات والبلديات الأخرى التي سخّرت معدات وجرافات خاصة، إلى جانب مساهمة الخواص بوسائل مختلفة لتسهيل عمليات التدخل. كما أطلق ناشطون محليون عبر شبكات التواصل الاجتماعي دعوات مفتوحة للتطوع والمشاركة في تنظيف المدينة وتنسيق الجهود الميدانية، في مشهد يعكس الروح الجماعية والتكافل الذي يميّز أبناء المنطقة في الأوقات الصعبة. وأعاد هذا المشهد التضامني إلى الأذهان فيضانات سنة 1992 التي شهدتها وادي ارهيو، والتي خلفت آنذاك خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. وناشد ممثلو الجمعيات المحلية بضرورة تعزيز آليات الوقاية وتحسين قنوات صرف مياه الأمطار لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلا، مؤكدين أهمية تجنّب إقامة أو توسعة السكنات بمحاذاة مجرى وادي شعبة قريقرة ، الذي ظلّ على مرّ السنوات يشكّل مصدر خطر دائم على السكان القاطنين بجواره خلال فترات التساقط الغزير.